×
محافظة حائل

الحياة.. تعود إلى "المفتاحة"

صورة الخبر

ذكر لي أحدهم هذا الموقف الذي كان شاهدا عليه ويقول: ذهبت للطائف لمدة يومين لأمر ما. فتعجلت أسأله قبل أن يكمل كلامه قائلا: هل ذهبت لتجارة تصيبها، أم لامرأة تنكحها ــ أي تتزوجها ــ ؟!، قال: يا ليت ولكن لا هذه ولا تلك، قلت: إذن ذهبت (تشم هوا). ويبدو أن استعجالي ومقاطعتي لكلامه قد وقع في نفسه وقعا سيئا، لأنه صمت دون أن يتفاعل معي، فأخذت أتأسف له وبعد الحاح مني التفت لي قائلا: الا تعلم أن العجلة من الشيطان؟!، فهززت له رأسي دلالة على أني أعلم. عندها استوى بجلسته قائلا: «بينما كنت مزمعا ركوب سيارتي للنزول إلى جدة وإذا بقريب لي كان في المجلس، يسألني إن كنت لا أمانع في مرافقته لي؟!، فقلت له مجاملة: أهلا وسهلا على الرحب والسعة. وفعلا انطلقنا، ولتزجية الوقت وعدم الملل وضعت CD يحتوي على مجموعة من الأغاني، ولاحظت أن رفيقي امتقع لونه، وبعد دقائق قصيرة بدأ يتذمر طالبا مني اغلاق المسجل تفاجأت من طلبه، وحاولت اقناعه أن المسألة ما هي إلا ترفيه بريء ووقتي، وهي لن تلهينا إن شاء الله عن واجباتنا الدينية، وبدلا من أن يقتنع ويهدأ، وإذا تذمره ينقلب إلى غضب، ولاحظت ذلك عندما قال لي: إما أن تغلق هذه الأغاني، أو لو سمحت نزلني». عندها لم استطع صبرا وتدخلت في الكلام قائلا لو أنني كنت مكانك لفتحت الباب مشيرا له بالنزول. فرد علي قائلا: لا بالعكس وجدت أنه من العيب أن أنزله، واحترمت رأيه وأغلقت الأغاني، وران علينا صمت عميق وطويل، وفجأة وبدون سابق انذار وجدته يخبط بكلتا يديه على الطبلون صائحا بي: توقف، توقف، ففرملت سريعا معتقدا أن مصيبة قد حصلت وصعقت عندما وجدته يفتح باب السيارة، وينطلق في عز القايلة عابرا الطريق للضفة الأخرى وكادت أن تدهسه السيارات المسرعة التي تعالت أبواقها وتعالت معها شتائم السائقين لهذا المتهور، وظننت لأول وهلة أن الرجل قد جن لا محالة. وعقدت المفاجأة لساني عندما شاهدته يهجم على مجسم خشبي عليه ملابس رجل ويحمل علما أحمر لكي ينبه السائقين على تحويلة عمل، وقد فعلته الشركة المنفذة مشفقة بالعامل الحقيقي من حرارة الشمس لو أنه كان في مكانه. ويمضي قائلا: أخذت أتأمله وهو يكسره، وانفجرت بالضحك عندما شاهدته يقفز عدة مرات كالقرد على (القبعة) البلاستيكية ويحطمها بأقدامه، والذي ندمت عليه أنه فات علي ان أصوره. وعاد لي وهو يشرشر من العرق قائلا لي: الحق على الجهات المسؤولة كيف تسمح لمثل هذه الشركات أن تنصب أصناما على الطرقات. قلت له: البركة بالمحتسبين من أمثالك، فها انت ولله الحمد قد حطمت واحدا من احفاد (هبل).