بدعوة كريمة من معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر – حضرتُ حفل جائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي يوم الخميس 23 رجب 1435ه، وكما أكد معاليه سابقاً أن الجامعة دعمت البحث العلمي ب130 مليون ريال موزعة على برامج متعددة، وأضاف ان البحث العلمي في الجامعة يتبوأ مكانة علية، ويلقى اهتماما واسعا، وهو يعد أحد محاور الجامعة الرئيسة، ويمثل أولوية إستراتيجية لها، ومن هنا حرصت الجامعة عليه، فألفت له الفِرق البحثية في مختلف التخصصات، وعززت موارده المالية، وشجعت عليه، وكرمت الباحثين بجوائز تشجيعية وأوسمة فخرية، حتى غدت الجامعة ميدانا تنافسيا في مجالات البحث المختلفة من اكتشافات واختراعات، وإنجازات علمية غير مسبوقة. وكما ذكر الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري -وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة التنفيذية للجائزة– بأن هذه الجائزة سنوية وتسعي إلى تهيئة مناخ فاعل للبحث العلمي المتميز والإبداع والابتكار وتعمل على تشجيع منسوبي الجامعة من الباحثين والطلاب وتحفيزهم علي مزيد من التميز والإبداع والتنافس العلمي، كما ذكر الأستاذ الدكتور رشود الخريف –عميد البحث العلمي– بأن هذه الجائزة تهدف إلى تعزيز إنتاج البحوث الإبداعية التي تسهم في تطوير الاقتصاد المبني علي المعرفة، والرقي بمستوي الأداء البحثي للإسهام في خدمة المجتمع وتحقيق الريادة العالمية والتميز البحثي وزيادة النشر وتحسين جودته، كما أشار بأن الجامعة تسعى من خلال إطلاق هذه الجائزة إلى تهيئة بيئة خصبة للإبداع والابتكار وخدمة الخطة الإستراتيجية للجامعة KSU 2030 عن طريق تعزيز مستوي البحث العلمي الأكاديمي والإبداعي بالإضافة إلى تجسيد القيم المعتمدة في تطوير الجامعة وتحسين مستوى مخرجات البحث العلمي وجودتها وتوفير بيئة بحثية جاذبة للكفاءات المتميزة. ولقد سررت بحضور هذا اللقاء الجميل لعدة أمور منها: ان اللقاء كان منظماً ومرتباً ومختصراً بكفاءة نادرة، كما ان الفائزين شملوا معظم قطاعات الجامعة من اساتذه الجامعة والباحثين إلى طلاب ومن عدة جنسيات، اضافة شمولية الجائزة لتخصصات عدة مثل: المسيرة العلمية المتميزة، جودة البحث العلمي، غزارة البحث العلمي، الاكتشافات والابتكارات وترخيص التقنية، التميز في الشراكة البحثية المجتمعية، أفضل كتاب مؤلف، التميز البحثي لطلاب الجامعة والمبتعثين. لقد تمنيت أن يكون للطلاب المبتعثين على حساب الجامعة مشاركة أكثر وخاصة إذا حصلوا علي جوائز مشتركة مع أساتذتهم أو زملائهم في الجامعات الاخرى، وكم تمنيت أن يكون هناك نصيب من الجوائز لمنسوبي الجامعة المتقاعدين والذي يمنعهم محدودية سن التقاعد حسب نظام التقاعد الحالي في الجامعة من أن يستمروا بالتدريس، بينما بعض زملائهم بالجامعات العالمية يحصلون على الانتساب للجامعة ماداموا أحياء. والشكر الجزيل لمعالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ونائبه صاحب السمو الأمير تركي بن سعود بن محمد، حيث قامت المدينة من خلال مشروع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار والذي تشرف على تنفيذه المدينة فقد ساعد هذا البرنامج على انجاز 642 مشروعاً بحثياً ونشر 936 ورقة علمية بدعم سخي بلغ 165 مليون ريال لعام 1434ه. إن بناء مجتمع المعرفة اليوم يعد من أولويات العالم المتحضر، وحيث أصبحت العلوم محركاً رئيسياً في تنمية اقتصاديات الدول من خلال التوجه إلى ما يطلق عليه الاقتصاد المبني على المعرفة، ومن أولويات بناء مجتمع المعرفة هو البحث العلمي والتميز فيه بكل أشكاله وصوره. إذ إن البحث العلمي هو النواة التي ترتكز عليها بلدان العالم المتقدم، وتتسابق الدول فيما بينها لتملك ناصية العلم، مما جعل تلك الدول أن تسخّر جميع الإمكانيات المتاحة في خدمة العلم والعلماء ورصد الأموال اللازمة للدراسات والبحوث التي يمكن لها أن ترتقي بالناتج القومي لهذه البلاد لتكون في قائمة الصدارة ضمن الدول المتقدمة. ولو رجعنا إلى التاريخ لرأينا أن الدول التي تحتل الصدارة اليوم بالبحث العلمي والتميز به وبالصناعة والريادة في الاقتصاد المعرفي كدول أوربا مثلاً والتي كانت غارقة في فترة مظلمة حتى عصر النهضة الذي جاء لينقذها من ظلمات الجهل والركود إلى الوقوف على أولى عتبات سلم الرقي في امتلاك ناصية العلم وتسخير الطاقات لأجل الإسراع بالنهضة التكنولوجية وبلوغ ذروتها في عصر الصناعة والاقتصاد المبني على المعرفة لعرفنا قيمة البحث العلمي في نهضة الدول وازدهار اقتصاداتها. هنيئاً لجامعة الملك سعود بهذا التميز وهذه الجائزة وهنيئاً لكل القائمين عليها لنجني معاً بالمستقبل القريب ثمرات هذا التميز بالبحث العلمي في ظل دعم وتوجه حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لكل ما من شأنه منفعة المواطن والرقي بمستوى معيشته. * عضو المجلس الاستشاري العالمي لجامعة الملك سعود، عضو مجلس إدارة غرفة الرياض.