×
محافظة الرياض

الأمير تركي يتفقد موقع آلات حفر الأنفاق لمسار "قطار الرياض"

صورة الخبر

باريس: «الشرق الأوسط» لم يصدق عشاق السهر المعتقون أسماعهم حين عرفوا بخبر عودة ملكة الاستعراض إلى المسرح في حفلة بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس وانتهت مع الفجر في مربع «بالاجو» الشهير، غير بعيد عن ساحة الباستيل في باريس. كان عنوان السهرة «كباريه ريجين»، نسبة إلى النوادي الاستعراضية التي كانت الفنانة البلجيكية المولد، الفرنسية الجنسية، قد افتتحتها في فرنسا وعدد من كبريات مدن العالم. أمام المربع في شارع «لاب»، الضيق الذي تعود مبانيه إلى القرن الـ16، كان 200 شخص يزدحمون لكي يفوزوا بتذكرة للدخول إلى الحفل الذي يذكرهم بأيام زمان، قبل الأزمة الاقتصادية والنزاعات السياسية وموجات الإرهاب. وكان بين المدعوين عدد من المشاهير ورفاق ريجين القدامى والجدد، أمثال الفنان ميشو ومتعهد الحفلات ماسيمو غارسيا ومصممة الأزياء الجزائرية زاهية والممثلتين: الفرنسية جولي ديبارديو والإيطالية كرستيانا ريالي. ورغم أن معظم الحاضرين كانوا من أجيال سابقة فقد كانت هناك نسبة جيدة من الشباب، دون الثلاثين من العمر. ظهرت ريجين بفستان مزين بشال من الريش الأحمر، على طريقة نجمات الكباريهات في الخمسينات والستينات. ورقصت وغنت فرقص معها الجمهور على إيقاعات «التويست» و«السامبا» دون أن تحرم الشباب من مقطوعات بموسيقى «الروك». واعترف بعض الحاضرين بأنهم لم يشهدوا زمن ملكة الاستعراض ذات الشعر الأحمر، لكنهم سمعوا بها من آبائهم وقرروا شراء التذاكر ليجربوا مذاقا «مختلفا». كما حرص الكثير من الساهرين على التقاط الصور مع الفنانة التي تبلغ من العمر 83 عاما لكنها تجاهد، ويجاهد معها طبيب التجميل، للحفاظ على مظهر مقبول. ريجين زيلبربيرغ، التي اشتهرت في الحياة العادية باسم «مدام شقرون» نسبة إلى زوجها المغربي المولد، مغنية وراقصة وسيدة أعمال عاشت طفولة صعبة بعد أن خسر والدها ممتلكاته على موائد القمار وهاجرت والدتها إلى أميركا الجنوبية. نشأت في الميتم وبدأت نشاطها الفني في نوادي حي «السان جيرمان» بعد الحرب العالمية الثانية قبل أن تفتتح، عام 1956، ملهى يحمل اسمها في باريس. وسرعان ما تحول المكان إلى موعد تلتقي فيه نخبة الفنانين والشعراء ومصممي الأزياء والسياح الأثرياء، بفضل الاستعراض الذي كانت تقدمه وموهبتها في الترحيب بزبائنها وإشاعة السرور بينهم. نجاح ملهاها قادها إلى افتتاح ناد ثان في حي «مونبارناس» باسم «نيو جيمي»، أوائل الستينات الماضية، حيث تعرف الفرنسيون على رقصة «التويست» التي كانت قد غزت سهرات الشباب في لوس أنجليس ونيويورك. ثم تعددت النوادي وصار لريجين ملاهٍ في مونت كارلو وسانتياغو وكوالا لامبور وري ودي جانيرو وإسطنبول وماربيا والقاهرة ونيويورك وميامي وجنيف ودولسدروف. وقد خطر على بالها إصدار بطاقات للمواظبين من زبائنها، تسمح لهم بالدخول إلى أي ناد من نواديها في أرجاء العالم، مقابل اشتراك سنوي قدره 600 دولار. وكان عدد أصحاب تلك البطاقات قد زاد على ألفي زبون. غنت ريجين شقرون على عدد من أشهر مسارح العالم. ونشرت مذكرات بعنوان «نادوني باسمي الأول»، وشاركت في مسرحيات استعراضية وأفلام سينمائية وحازت أوسمة تقدير وتزوجت ورزقت بولد وحيد يعمل في الصحافة. ورغم تأسيسها لجمعية لمكافحة المخدرات فقد أوقفتها الشرطة الأميركية في مطار بوسطن، بعد تحويل مسار الطائرة التي كانت متجهة إلى ميامي، لأن ابنها كان يدخن الحشيش على متن الطائرة. جمعت الفنانة ذات الشعر الأحمر ثروة سمحت لها بشراء عدد من المطاعم الراقية والشهيرة في باريس ونيويورك، ومتاجر للعطور، وكانت تتعهد رحلات بحرية على متن السفينة «كوين إليزابيث». وقد قدرت الصحافة الأميركية ثروتها، في ثمانينات القرن الماضي، بنصف مليار دولار. لكن مسيرتها الفنية تعرضت للتوقف، عام 2996، بعد إصابتها بذبحة صدرية بينما كانت تتمرن على بروفات مسرحية في باريس. وقبل سنتين عرضت ريجين 320 قطعة من ثيابها ومعاطفها وجواهرها للبيع في المزاد العلني وجمعت حصيلة زادت على 40 ألف يورو، قدمتها لجمعيتها الخيرية التي تساعد المحتاجين في العثور على مسكن وعلاج. وما زال عشاق الاستعراض الجدد ينتظرون حفلات تالية من ريجين.