لندن: «الشرق الأوسط» تتجمع عشرات الفلسطينيات كل أسبوع في بيت لحم ليروين قصصهن. تجري اللقاءات الأسبوعية في «مركز الصمود» الذي تديره «المؤسسة التعليمية العربية»، وتتحدث النساء خلالها عن النكبة، وضياع الأرض، وفقد أحد الأهل أو الأقارب، وعن الحياة في الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي، حسب تقرير لـ«رويترز». زوجات وأمهات وبنات ومعلمات ونساء يعملن بالتجارة في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور يشاركن جميعا في اللقاءات التي تعقدها «المؤسسة التعليمية العربية» تحت عنوان «متحف الجدار». تهدف المبادرة إلى جمع روايات شفهية وتسجيلها كتابة بهدف توصيل أصوات الفلسطينيين إلى العالم. وجمع «متحف الجدار» حتى الآن ما يزيد على 100 حكاية سجلت ودونت ويعرض معظمها على الجدار الأمني الإسرائيلي. وتقول إسرائيل إنها بنت الجدار الذي يحيط بالضفة الغربية ويتوغل فيها من أجل حماية أمنها، لكن الفلسطينيين يعدونه محاولة إسرائيلية أخرى لتقسيم وانتزاع أجزاء من الأرض التي يسعون لإقامة دولتهم عليها. وتعرض روايات الفلسطينيات المكتوبة على جزء من الجدار بالقرب من قبر راحيل في بيت لحم بموقع شهد العديد من المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية. وذكرت رانية مرة، مديرة «المؤسسة التعليمية العربية»، أن المبادرة لها جانب نفسي يساعد صاحب المعاناة في المضي قدما في حياته رغم التجارب الأليمة. وقالت: «أي إنسان يحكي قصته ويعترف بتجاربه قد يعالج نصف المشكلة، وبالتالي يقدر على أن يمشي في حياته بطريقة أسهل وأحسن، لأنه إذا ما عبرنا و(حكينا) عما بداخلنا، فمن الصعب جدا أن نعيش في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي نعيش فيها». وأضافت أن رواية الحكايات والذكريات المؤلمة شكل من أشكال المقاومة الشعبية. تحمل رواية الفلسطينية سيلفانا جقمان المعروضة على الجدار عنوان «إنقاذ»، وتقص فيها حكاية فقد طفلها خلال الحمل جراء استنشاق غاز مسيل للدموع أطلقته القوات إسرائيلية، وعن اندفاعها رغم ذلك لإنقاذ طفل إسرائيلي في القدس كان يسقط من على سلم متحرك. وقالت سيلفانا: «نحن نريد إطلاع الناس على العمل الجميل الذي نقوم به رغم المحن التي نمر بها ليعرف الآخرون أن السلام داخلنا». فلسطينية أخرى تدعى أوديت صليبي روت حكاية بعنوان «الجذور» عن حيرتها بين اللحاق بوالديها المهاجرين في الولايات المتحدة، والبقاء في معاناتها من الاحتلال في الضفة الغربية. وقالت أوديت: «فأول ما بلشت أسرد القصة كان فيه عاطفة طلعت من برة وكان فيها دموع. لكن أخذت البعد البعيد أنه ممكن هاي أنا أعطي رسالة لناس ثانيين أنه الهجرة مش هي الحل. لكن كلمة (النهاية) لم توضع بعد في آخر القصة». وأضافت أوديت: «فأنا بأفضل أنه تكون نهاية قصتي أني سوف أظل بالبلاد أنا وأولادي. وأهلي ممكن أن يهاجروا.. عائلتي ممكن أن تهاجر.. بس أنا أظل صامدة أنا وأولادي». وتظل دعوة «مركز الصمود» قائمة للفلسطينيات ليروين حكاياتهن التي تدون كتابة وتعرض أيضا في مواقع أخرى بمنطقة بيت لحم.