أفرجت جبهة النصرة -جناح تنظيم القاعدة في سوريا- عن 16 جنديا وشرطيا لبنانيا اليوم الثلاثاء بعد ان ظلوا في الاسر 16 شهرا في إطار صفقة تبادل بوساطة قطرية ضمنت ايضا الافراج عن طليقة زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي. وتم أسر أفراد الأمن خلال هجوم على بلدة عرسال الحدودية قام به مقاتلون من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية التي يعتقد انها ما زالت تأسر تسعة عسكريين غير مدرجين في الصفقة. وأوضحت تغطية تلفزيونية على الهواء مباشرة من منطقة الحدود بين لبنان وسوريا الأسرى اللبنانيين برفقة رجال مسلحين ملثمين يحملون بنادق ويلوحون بعلم جبهة النصرة قبل أن يتم الافراج عن الجنود وتسليمهم الى الصليب الاحمر اللبناني. كما أفرجت السلطات اللبنانية عن 13 اسلاميا من بينهم طليقة البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية سجى الدليمي مع اطفالها الثلاثة الذين كانوا معها في السجن. وظهر بعض مقاتلي جبهة النصرة وهم يعانقون ويقبلون أبناء سجى التي وضعت مولودها الثالث في السجن. وقالت لمراسل قناة الجزيرة انها ترغب بالعودة الى بيروت لتسوية أوراقها قبل مغادرتها الى تركيا.وقال مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم عبر الهاتف لرويترز "انجزنا كامل الاتفاق مع النصرة واستلمنا جنودنا الابطال ونحن في طريق العودة الى بيروت." وأضاف "هذه الفرحة لن تكتمل حتى عودة المخطوفين مع داعش (الدولة الاسلامية). نحن مستعدون للبدء بعملية تفاوض مع داعش حول تسعة عسكريين معتقلين لديها إذا وجدنا من نتفاوض معه." وأخذ مقاتلو جبهة النصرة يكبرون لدى وصولهم مع الاسرى الى منطقة جردية في عرسال تمهيدا لعملية التبادل. وقال أحد العسكريين اللبنانيين في مقابلة مع قناة الجزيرة إن جبهة النصرة كانت تعاملهم بشكل جيد. وكانت الجبهة قد قتلت أربعة من المحتجزين. وقال احد الجنود المحررين لقناة الجزيرة "الحمد لله رب العالمين هذه فرحة لا يمكن وصفها." وبدأت عملية التبادل صباح اليوم الثلاثاء عندما أفرجت جبهة النصرة عن رفات الجندي اللبناني محمد حمية الذي قتل في الاسر. وشاركت قطر في عملية التفاوض للافرج عن الأسرى منذ أكثر من عام. وفشلت جهود سابقة لتأمين الافراج عن الرهائن قبل عام بعد مقتل أحد المعتقلين. وقالت وكالة الانباء القطرية الرسمية ان الوساطة القطرية الناجحة جاءت تلبية لطلب من الحكومة اللبنانية. وفي بلدة اللبوة الحدودية توقف موكب المحررين لفترة وجيزة في طريقهم الى بيروت حيث علت الاحتفالات وحمل الجنود على الاكتاف. وهنأ السياسيون من مختلف الاطياف العسكريين على اطلاق سراحهم. وأقام أهالي الاسرى المحررين احتفالات في خيام اعتصموا فيها منذ العام الماضي بالقرب من مقر الحكومة في بيروت للضغط من أجل تفعيل المفاوضات. وخارج الخيام دارت حلقات الرقص ووزعت الحلوى على المهنئين. وقالت ماري خوري شقيقة الجندي جورج خوري لرويترز في خيمة الاعتصام "لقد ولدت من جديد اليوم. هذه اعادة ولادة بالنسبة لي ولاخي. لقد كانت سنة وخمسة أشهر من العذاب لاهالي الجنود ولاهلي ولي."