تستعد المناطق السورية التي يسيطر عليها النظام لاعادة انتخاب بشار الاسد لولاية رئاسية ثالثة، في وقت يبدو ان كفة النزاع المسلح القائم في البلاد تميل لصالحه في ظل تشتت صفوف المعارضة وانقسام المجتمع الدولي. ويخوض الاسد الانتخابات امام منافسين اثنين وافقت المحكمة الدستورية العليا على الترشيح الذي تقدما به، وهما عضو مجلس الشعب المستقل ماهر الحجار ورجل الاعمال حسن النوري الذي ينتمي الى تيار معارض مقبول من السلطة. ولم يترشح اي من المعارضين الى الانتخابات التي تعد نظريا "اول انتخابات تعددية" منذ نصف قرن في سورية وتم انتخاب بشار الاسد ووالده من قبله حافظ الاسد الذي حكم البلاد بقبضة حديدية منذ العام 1970 ولغاية وفاته في عام 2000، بموجب استفتاءات متتالية. ففي 17 تموز (يوليو) 2000، قام الرئيس السوري بأداء قسم اليمين في مجلس الشعب السوري على اثر فوزه في استفتاء حصل فيه على 97,29 في المئة من اصوات المقترعين. وفي 09 حزيران (يونيو) 2005، عزز الاسد سلطته بعد انتخاب قيادة جديدة لحزب البعث تضم شخصيات قريبة منه بينما ذهب "الحرس القديم" الى التقاعد. وفي 16 تشرين الاول (اكتوبر) من العام نفسه، أصدرت المعارضة السورية المقسمة "اعلان دمشق" الذي يتضمن دعوة الى "تغيير ديموقراطي وجذري" للنظام. وتعتبر المعارضة السورية والدول الغربية الداعمة لها هذه الانتخابات "مهزلة" و"غير شرعية". ودعي الى الاقتراع، نظريا، كل سوري يبلغ من العمر 18 عاما وما فوق، بمن فيهم سبعة ملايين شخص نزحوا من اماكن سكنهم بسبب النزاع الى مناطق اخرى داخل البلاد، والثلاثة ملايين الذين لجأوا الى خارجها. الا ان القضية اكثر تعقيدا عمليا. ويقول الناطق بإسم المحكمة الدستورية العليا ماجد خضرة "ستجري الانتخابات في جميع المدن السورية بإستثناء الرقة (شمال)" التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المتشدد. ويستشف من اشارة خضرة الى "المدن" انه لن تكون هناك مراكز انتخابية في الارياف، كريف العاصمة او شمال وشرق البلاد او المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب (شمال) ودير الزور (شرق). وسيجري الاقتراع في نحو اربعين في المئة من الاراضي السورية حيث يقطن حوالى ستين في المئة من السكان، بحسب الباحث الفرنسي الخبير في الشان السوري فابريس بالانش. في الخارج، تجري الانتخابات في السفارات السورية اليوم الاربعاء، وقد منعت دول عديدة عربية وغربية تنظيم عملية الاقتراع على ارضها. سوريةاللاجئين السوريينبشار الاسدالانتخابات الرئاسية