أقرت الرئاسة السودانية بتفاقم معاناة مواطني إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان في الأزمة المستمرة منذ 11 سنةً. ورأت أن الدارفوريين «دخل الشيطان بينهم فسالت دماءهم الغالية»، داعيةً المتمردين إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى عملية السلام. وبدأت أمس، في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أعمال مؤتمر اللجنة التنفيذية للحوار والتشاور الداخلي في دارفور، بمشاركة حكومية واسعة وحضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والحكومة القطرية، تمهيداً لانطلاق حوار دارفوري مطلع تموز (يوليو) المقبل، لإرساء السلام في الإقليم وتعزيز الثقة وتشجيع المصالحة والوحدة بين مواطني دارفور من خلال المشورة الشعبية والحوار. وتُعتبر اللجنة الجهة المنفذة لعملية الحوار الداخلي وتتسم بالاستقلالية وشُكِّلت من شخصيات بارزة من دارفور ومن مناطق سودانية أخرى. وانتُخب رجل الأعمال صديق آدم عبد الله رئيساً للجنة ومحمد أحمد هارون وسعاد آدم البارجو مناوبين له. ودعا مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور المتمردين إلى إلقاء السلاح والعودة لطاولة الحوار، مؤكداً عدم جدوى الحرب. وأضاف أن الحوار والتشاور هو الوسيلة الفاعلة لمعالجة كل القضايا والوصول إلى السلام. وعبَّر غندور عن أمله في أن تتمكن اللجنة التنفيذية للحوار والتشاور الداخلي الدارفوري من تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها. من جهة أخرى، قال رئيس البعثة الدولية- الأفريقية المشتركة في دارفور (يوناميد) محمد بن شمباس، إن «الحدث يمثل بداية العملية التي تشكّل الجزء الأهم من جهود تعزيز السلام في دارفور وبناء الثقة والمصالحة وتشجيع الوحدة بين المجتمعات في دارفور». وأضاف: «تعالج عملية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور القضايا المتعلقة بالمسؤولية المدنية والقيم الديموقراطية وتعزيز الممارسات التقليدية التي أثبتت فاعليتها في تسوية النزاعات». وشدد بن شمباس على ضرورة خلق بيئة مواتية لحرية التعبير عن الآراء من دون خوف من مضايقات أو ترهيب. على صعيد آخر، تضاربت المعلومات عن أسباب تعليق زيارة زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار إلى الخرطوم. وكشفت مصادر مأذون لها عن انقسام قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ما أدى إلى تأجيل الزيارة التي تقع ضمن جولة إقليمية لمشار على دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تتوسط في الصراع في دولة جنوب السودان. وأعرب نواب في الحزب الحاكم من أن تؤدي زيارة مشار إلى توتر في العلاقات بين الخرطوم وجوبا. ورأت قيادات حكومية رافضة للزيارة أن منح مشار تأشيرة دخول إلى السودان من شأنه تخريب العلاقات بين البلدين. غير أن معلومات أخرى عزت إرجاء زيارة مشار بسبب رغبته في لقاء الرئيس السوداني عمر البشير الذي يقضي حالياً فترة نقاهة بعد خضوعه لعملية جراحية. وأضافت أن الزيارة المرتقبة لمشار إلى الخرطوم ليست بغرض طلب الدعم من الحكومة السودانية ولكن لدفع جهود السلام في دولة الجنوب.