×
محافظة عسير

محايل.. هروب “لبؤة” من قفصها

صورة الخبر

الموسم الرياضي في كل دول العالم يكون مرهقاً على اللاعبين في الجانب النفسي قبل اللياقي، لأن الضغوط التي تطولهم هي المهمة الأصعب على مدار الموسم بالإضافة إلى ما يتخلله من سفر وترحال بين مدينة وأخرى، تلك الأمور مجتمعة تشكل عبئاً على اللاعب مما يجعله يبحث عن الفترة التي تكون بين الموسمين الرياضيين لأنها هي الفرصة الوحيدة طوال العام من أجل الاستجمام والراحة النفسية والعضلية في الموسم الحالي الذي شهد التصفيات النهائية المؤهلة لأمم آسيا 2015 في أستراليا، والتي تصدر فيها المنتخب السعودي مجموعته الصعبة التي ضمت بجانبه العراق والصين وإندونيسيا مما زاد ضغطاً على اللاعبين الذين شاركوا أنديتهم في بطولات متعددة سواءً محلياً أو خارجياً إلا أن الإسباني لوبيز كارو مدرب الأخضر قرر إقامة معسكر خارجي في بلده إسبانيا يتخلله لقاءان وديان أمام مولدوفا وجورجيا على التوالي، الأول خسره المنتخب السعودي برباعية رغم حداثة مشاركة خصمه دولياً، لكن الإرهاق والتشبع كان بادياً على اللاعبين الذين أفرغوا طاقاتهم في الموسم الطويل. في المقابل، قال عمر المطوع الإخصائي النفسي عن معسكر الأخضر "أي شخص يزاول مهنة معينة طوال سنة كاملة دون راحة طويلة يحتاج إلى استجمام وراحة تامة في نهاية العام، اللاعبون على سبيل المثال يبذلون جهداً كبيراً بدءاً من المعسكر الإعدادي حتى الوصول إلى نهاية الموسم، وهي فترة طويلة دون راحة عدا ما يتخللها من أيام معدودة للراحة، وهذا الأمر يحتاج إلى إجازة يقضيها اللاعب في نهاية العام مع أسرته، ويبتعد بشكل نهائي عن الصخب الذي يصاحب المنافسات الرياضية من أجل أن يعود بشكل أقوى في بداية الموسم الذي يليه". وزاد "على حد علمي أن المنتخب السعودي لا تنتظره مشاركات قريبة وبالتالي فإن إقامة المعسكر في نهاية الموسم قد تسبب بعضاً من الإحباط للاعبين الذين يرغبون في راحة بعد تعب موسم طويل لذلك فإن الأداء الفني والتفاعل مع التدريبات سيكون أقل من لو كان في بداية الموسم أو منتصفه خصوصاً أنه لا يوجد مشاركة تذكر قد تجعل اللاعبين يعدون العدة من أجلها، مثلاً لو كان الأخضر مشاركاً في كأس العالم لتغير الوضع تماماً لأن هناك حافزا كبيرا لدى اللاعبين من أجل تقديم أنفسهم بشكل جيد أمام أنظار العالم". خلافاً للجوانب النفسية لدى اللاعبين في مثل هذه المعسكرات التي يراها المختصون الفنيون عديمة الفائدة عن ذلك يقول المدرب الوطني حمود السلوة "السؤال الأهم في هذا الموضوع، وهو من الشخص الذي اعتمد البرنامج المعد من مدرب المنتخب السعودي، عن غياب الدور الذي من المفترض أنه منوط بالفنيين في لجنة المنتخبات لأنه برأيي وحسب المعطيات التي أمام الجميع معسكر بلا أهداف وبرنامج تدريبي غريب أقرب ما يكون لتطفيش اللاعبين بعد مجهود موسم كامل أنهك قواهم وجعلهم ينتظرون نهاية الموسم بأحر من الجمر". وأضاف "البرنامج التدريبي الذي أعده لوبيز كارو في هذه الفترة عبارة عن مخرجات سيئة، أهمها الخروج بالمزيد من الإصابات والإرهاق النفسي قبل البدني بالنسبة للاعبين، وهو باختصار بلا هدف واضح قد يبرره الجهاز الفني أو الإداري لأن أقرب مشاركة للمنتخب السعودي ستكون في كأس الخليج خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بعدها كأس آسيا 2015 في أستراليا، وهاتان البطولتان من المبكر أن يقام لهما معسكرات إعدادية، وقد يكون هذا الأمر مقبولاً لو كان من خلال استغلال الأيام الدولية في منتصف الموسم". يُذكر أن المنتخب السعودي الأول قدم مستويات مميزة للغاية في التصفيات النهائية المؤهلة لأمم آسيا 2015 في أستراليا بعد أن تصدر مجموعته من خلال تحقيقه خمسة انتصارات مقابل تعادل وحيد أمام الصين في بكين مما جعل الاتحاد السعودي لكرة القدم يجدد الثقة بالإسباني لوبيز كارو الذي حضر مستشاراً في إدارة المنتخبات إلا أنه مارس مهنته الميدانية بعد أن تم إلغاء عقد الهولندي فرانك ريكارد الذي قدم المنتخب السعودي تحت إشرافه مستويات متواضعة عدا المباراة الودية الدولية أمام الأرجنتين الذي حضر بكامل نجومه في ستاد الملك فهد الدولي وانتهت المباراة بالتعادل السلبي رغم التكلفة المادية الباهظة من جراء التعاقد معه بسبب مسيرته الكبيرة لاعباً ثم إشرافه على برشلونة الإسباني، والذي أحدث في تلك الفترة طفرة فنية كبيرة للفريق الكاتلوني توجها بالحصول على مختلف البطولات.