قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير إن إيران واصلت منذ أيار (مايو) الماضي تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة تمكّنها من تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع في موقعها بـ"نطنز"، فيما من المقرر استئناف المحادثات بين الجانبين في اواخر ايلول (سبتمبر). وقالت الوكالة في تقريرها الفصلي الذي اطلعت "فرانس برس" عليه إن "ايران تواصل تركيب اجهزة طرد مركزي من نوع اي-ار-2 ام في احدى الوحدات في موقع نطنز وسط ايران". واضاف التقرير ان ايران باتت الآن تمتلك 1008 اجهزة للطرد المركزي المتطورة، بزيادة تبلغ 698 جهازا وردت في تقرير الوكالة في ايار الماضي. إلا أن التقرير لفت إلى ان هذه الاجهزة لا تزال فارغة، واضاف انه "لم يتم تلقيم اي من اجهزة اي-ار-2 إم" باليورانيوم الطبيعي. وتشكل اجهزة الطرد المركزي هذه مصدر قلق في شكل خاص لانها تتيح لطهران تخصيب اليورانيوم بوتيرة اسرع ما يسمح لها بالحصول على كمية من المواد الانشطارية الضرورية لصناعة قنبلة ذرية في شكل اسرع لو رغبت في ذلك. وتشتبه البلدان الغربية واسرائيل في سعي ايران الى تطوير السلاح النووي بحجة تطوير برنامجها النووي المدني، الا ان طهران تنفي هذه التهمة نفيا قاطعا. وفي وقت سابق الاربعاء، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية استئناف محادثاتها مع ايران حول برنامج طهران النووي المثير للجدل في 27 ايلول (سبتمبر). وانتهى آخر لقاء بين الوكالة وايران في منتصف ايار الماضي بالفشل. وتأخر عقد الاجتماع التالي بسبب انتخابات الرئاسة التي فاز فيها الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الذي يعتبر معتدلا. وقال التقرير الجديد للوكالة إنه "نظراً لطبيعة وحجم المعلومات الموثوقة المتوافرة لدى الوكالة حول الابعاد العسكرية المحتملة لبرنامج ايران النووي، فإنه يبقى من الضروري والملح الحوار مع ايران حول فحوى مخاوف الوكالة". وإضافة الى اجهزة الطرد المركزي الجديدة، قامت ايران بتركيب عدد اكبر من اجهزة الطرد الاقدم اي ار-1 في نطنز حيث اصبح عددها الان 15416 مقارنة مع 13555 قبل ثلاثة اشهر. وقال التقرير انه في مفاعل اراك للماء الثقيل، وهو الموقع الاخر الذي يثير المخاوف نظرا لقدرته على انتاج البلوتونيوم لاستخدامه في سلاح نووي، تم تركيب وعاء المفاعل ولم يتم بعد تركيب باقي الاجزاء. وقالت الوكالة ان ايران اعلمتها ان الموعد المقرر لبدء تشغيل المفاعل وهو الربع الاول من العام 2014 "غير ممكن التحقيق"، إلا ان الوكالة دانت عدم تقديم ايران منذ العام 2006 معلومات حديثة عن تصميم ذلك الموقع وهو ما له "تاثير عكسي متزايد على قدرة الوكالة على التحقق" من التطورات فيه. وكانت إيران أعلنت في السادس من اب (اغسطس) استعدادها لاجراء مجادثات "جدية" في شأن برنامجها النووي من دون تأخير. وقال مسؤول دولي على اطلاع على ملف ايران النووي ان الوكالة "تتطلع" لمعرفة كيف ستجري المفاوضات في ظل الرئيس الجديد روحاني "وكيف سيؤثر ذلك على المحادثات". ويأتي تقرير الوكالة قبل اجتماع حكام الوكالة الـ35 المقرر في الفترة من 9 الى 13 ايلول (سبتمبر) في فيينا. وتحاول الوكالة التفاوض حول اتفاق يتيح لها الوصول الى اكبر عدد ممكن من المواقع والاشخاص والوثائق كي تتمكن من توضيح كل النقاط المطروحة في تقريرها الشديد الانتقاد لايران الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.