تهادوا تحابو هذا المفهوم السلوكي الجميل والرائع في العرف البشري كافة. بيد أن له معطيات ومتطلبات في مجتمع قيـَمي كمجتمعنا. وخصوصاً حين يكون من رجل دين له قدره ومكانته عند محبيه, وله أيضاً حضور كبير في المشهد الإجتماعي. ولهذا السبب, حدث تجاذب واسع بين شرائح المجتمع عند قيام الشيخان العودة والعريفي من تقديم هدايا خاصة للمذيعة علا الفارس مذيعة قناة ام بي سيمما صاحب هذا الأمر ضجة كبيرة في وسائل التواصل الإجتماعي, ما بين مؤيد ومعارض ومتوقف لغرابة الأمر, حتى أن بعض المتوقفين يعلّق: لا أصدق أن يفعلها الشيخان, دعوني أتأكد ونحن -ولا شك- دوماً ما نقدمحسن الظن كمبدأ إيجابي جميل لكن, أما وقد شكّل الموضوع حراكاً كبيراً فننظر بإقتضاب إلى ماقالته بعض الأطراف أما وقد قيل. استند المؤيدون على مسألة أصل الهدية وإستحبابها وأنها لغرض الدعوة والهداية وهذه من أوضح الواضحات. وفي جانب المعترضين تساءلوا: كيف يتم هذا في مجتمع يرفض تعامل الأجنبي مع المرأة الغريبة حتى لو كانت هدية دينية على شكل كتاب وقارورة عطر وفلاش ميموري!ولو كانت أيضاً مذيلة بعبارة الى الأخت أو الابنة الغالية. وعلى مبدأ هل ترضاه لبنتك, لأختك,لأمك؛يتساءل أحدهم: هل ترضى أنتلمحارمك أن يهدي لهن الرجال الأجانب؟ فإن قلت نعم صُنفت تصنيفاً سيئاً-أعاذكم الله! وان قلت لا, قيل لك فكيف تقبله لمحارم غيرك من المسلمين؟ والغرابة في هذا الأمر الذي لا تنحصر غرائبه بين المتجادلين, أن البعض يرى هؤلاء المذيعات والمطرباتعلى أنهن سافرات متبرجات ومع هذا يحصلن من بعض الدعاة على التعاطف والود وأصناف الهدايا, بينما المواطنة السعودية المتحجبة تُرمى بالسفور وشنائع الأمور حين تطالب بأبسط حقوقها كقيادة السيارة أو ممارسة الرياضة والإبتعاث العلمي.ثم أين نصيب بنات البلد من مذيعات وممثلات وفنانات من هذه اللفتة الكريمة؟ أوليس الأقربون أولى بالمعروف؟ولو كان الشيخان استبقا هذا العمل بتقديم الهدايا للإعلاميات والفنانات السعوديات، ثم تلاهن بغيرهن، لكان هناك مايبرر صنيعهما وفقهما الله. وتساءل آخرون: ولماذا التقاطر على علا الفارس وحسب؟ سيما وقد دخل على الخط الشيخ الشنار أيضاً بتغريدة يدعو المذيعة نفسها للحجاب. أتواصوا بها, أم تنافسوا عليها؟ وأشار آخر: سأحسن الظن وأقبل التسويغ لو كانت الهدية لغيرها من كبيرات السن الشهيرات كالفنانة حياة الفهد وأيضاً القواعد من النساء كالفنانة صباح لعلها تختم عمرها بالهداية وحسن العمل. وقال أحدهم: أين المحتسبون المتزاحمون في المعارض والمناسبات الثقافية والمحتشدون بين كل فينة وفينة أمام الديوان الملكي من إنكار هذا المنكر؟ ومن الغرائب أيضا الدعوة لمقاطعة ام بي سي ومنتجاتها، بينما الهدايا تنهال على مذيعاتها! وبحسب صحيفة سبق الالكترونية، فقد صرح العريفي: بدأت مقاطعتها, قسماً لا تدخل بيتي أي منتجات الشركات المعلنة في ام بي سي. وقد سبقعلا الفارس في موضوع التواصل بالهدايا من قبل الشيخ العريفي, هدايا لبعض الصبايا المشاهيركالفنانة أحلام والحسناء سهير القيسي. والسؤال اليوم الذي يسأله الشارع الخليجي خصوصاً والعربي عموماً: ياترى من هي الصبية القادمة التي ستنضم إلى قائمة هدايا الصبايا.