"القناعة كنز لا يفنى"، هكذا قيل قديمًا، وهو ما طبقه حرفيًّا الراعي السوداني الأمين الذي رفض بيع نعجة كان يقوم على رعيها لمجموعة من الشبان مقابل 200 ريال، والادعاء بأن الذئب أكلها. ونظير أمانته استقبله السودانيون بحفاوة بالغة عقب وصوله الخرطوم قادمًا من المملكة. وقد استقبلت جماهير حاشدة بمطار العاصمة السودانية الخرطوم الأحد (25 مايو 2014) الراعي السوداني المقيم بالمملكة، وذلك في موقف فريد من نوعه، على خلفية قصة أمانته التي شغلت الرأي العام السعودي والسوداني والعربي، وتصدرت عناوين الأخبار في مختلف وسائل الإعلام. بحسب موقع "العربية.نت". وتناقلت مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي صورة للراعي الطيب يوسف الزين أحمد، الذي اشتهر بـ"الراعي الأمين"، وهو محمول على الأعناق من صالة الوصول إلى خارج المطار، مما أثار ردود فعل واسعة. وتعود تفاصيل القصة إلى شهر فبراير الماضي، عندما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر راعي أغنام سودانيًّا بالسعودية، وقف بالقرب منه شبان في البر يقودون سيارة، وطلبوا منه إعطاءهم نعجة، وقالوا له: لا أحد يراك، فكان رده لهم: الله يراني، وهو يحاسبني، وقاموا بعرض مبلغ 200 ريال، فكان رد الراعي لهم: لو انطبقت السماء والأرض لن أعطيكم نعجة، لأنها ليست ملكي، حتى لو أعطيتموني 200 ألف ريال. ولاقى هذا الفيديو صدى واسعًا، وأثار إعجاب قطاعات واسعة داخل السودان وخارجه، وقامت عدة مؤسسات بتكريم الراعي بهدايا عينية ومالية، ومنحته رئاسة الجمهورية السودانية نوط الجدارة على أمانته، وحكى "الزين" عن قصته أنه لم يكن يعلم أن هناك تصويرًا إطلاقًا لما دار بينه وبين الشبان من حوار. وقال الراعي السوداني في تصريحات بمطار الخرطوم إنه لن يتخلى عن مهنته (الرعي)، وإنما جاء إلى البلاد لمقابلة الأهل والأصدقاء والأحباب، ومن بعدها سيرجع إلى السعودية لمواصلة عمله كراعٍ. لكن في المقابل تباينت آراء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حول الطريقة التي تم بها استقبال الراعي الأمين، وحمله على الأعناق. ففيما انتقد البعض هذا السلوك واعتبره تراجعًا لقيمة الأمانة، حيث علق فائق بشير: "تراجع في كل ما يحيط بنا كون أن نحتفل بمثل هذه الأشياء يا للعيب". لكن البعض الآخر اتفق مع تشجيع الراعي باستقبال كبير، تقديرًا لأمانته، وعلّق حلمي فاروق بقوله: "عجبًا أتعجبون لاستقبال أمين ولا تستنكرون استقبال فنان شارك في مسابقة للفنانين. الاحتفاء لا ينقص من قدر الأمانة فينا ولا يحكي عن ندرتها وإنما يشير لعظم الفعل وحلاوة وقعه وأثره". اقرأ أيضا: سعوديون يتسابقون للوصول إلى راعي الغنم السوداني الأمين لتكريمه