.. ورد إلى مكتبتي عن طريق صديقي الأستاذ عبد الرزاق حمزة كتاب «مختلف الحديث بين المحدثين والأصوليين والفقهاء» لمؤلفه فضيلة الشيخ أسامة عبدالله خياط إمام الحرم المكي وخطيبه الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى قسم الكتاب والسنة. والكتاب طبعته دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالرياض. ولقد كنت في غابر السنين أطرب لسماع خطب الشيخ عبدالله عبدالغني خياط والد المؤلف لحسن اختيار موضوعاته واتباعه للسنة رحمه الله في تقصير الخطبة. وذات يوم جاءتني مكالمة هاتفية من الشيخ عبدالله خياط عندما كنت رئيساً لتحرير «عكاظ» ففرحت بها وشعرت بالفخر أنه يكلمني، وكانت المكالمة حول تهنئتي بمولود ولد لي ونشرت عنه في الجريدة لكن الشيخ عبدالله خياط طلب مني إعادة نشر الخبر وأن أذكر اسمي كاملاً عبد الله بن عمر خياط لا عبدالله خياط فحسب لأن الناس يظنون أنه هو الذي رزق بمولود لتشابه اسمي مع اسمه الكريم. وها هو ذا أسامة بن عبدالله بن عبدالغني خياط يرسل إلى نسخة من كتابه فيذكرني بوالده الشيخ الجليل في حرصه على العلم الشريف وفي سمته وحتى في صورته.. رحمه الله. والشيخ أسامة في بعض أيام الجمعة يلقي الخطبة ويؤم المصلين ويرأف بالمسلمين الذين حضروا لصلاة الجمعة لكنهم لم يجدوا مكانا إلا تحت الشمس، فيؤدون الفريضة دون أن تحرقهم حرارة الشمس.. بل وحتى الذين في الظل فمنهم الكبير في السن ومنهم المريض بالسكري الذي يحتاج بين الحين والآخر لدورة المياه كضرورة بشرية عاجلة. والشيخ أسامة يقتدي بوالده في تقصير الخطبة فجزاهما الله خيراً على ذلك. وأما كتابه الذي نعرض له اليوم فهو حلقة من حلقات خدمة الحديث النبوي الشريف وموضوع هذا الكتاب كما قال مؤلفه: أضحى تكأة للطاعنين والملحدين في الماضي والحاضر إلى هذا العهد الذي ابتلي المسلمون فيه بالمستشرقين وأذنابهم. ولقد أثنى المؤلف الباحث على شيوخه الذين كانت لهم أياد في توجيهه والأخذ بيده ومنهم والده الشيخ عبدالله خياط، وجده لأمه الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة، وأثنى أيضا على أساتذته في جامعة أم القرى وسماهم وهم الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان، والدكتور محمد إبراهيم أحمد علي، والشيخ السيد أحمد صقر، والدكتور مصطفى التازي. والحديث موصول. السطر الأخير : وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعله أدرى به