شارك الدكتور خالد بن هدوب المهيدب رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة سلمان بن عبدالعزيز بتقديم ورقة علمية بعنوان "وقف الوقت" في الملتقى الأول للتدريب التطوعي الذي أقامته الهيئة العامة للتنمية البشرية التابعة لرابطة العالم الإسلامي برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله أمير منطقة الرياض. وتناولت الورقة تسليط الضوء على الوقف بوصفه أحد أهم الموارد الاقتصادية التي تضخ لسد احتياجات الأمة في كافة الميادين والخدمات التي تحتاجها، وعلى بذل العلماء وأصحاب المهن وأهل الجود والإحسان رجالاً ونساءً جل أوقاتهم للتعليم وبذل الخير والمعروف والعون للغير، وهو ما يندرج تحت ما يسمى حديثاً ب"وقف الوقت" الذي كان للأمانة العامة للأوقاف بالكويت قصب السبق في تأطيره من خلال تبني مشروع "وقف الوقت" الذي يهدف لاستقطاب المتطوعين وحثهم على الانخراط في مجال العمل الخيري لدعم مسيرة التنمية الاجتماعية وتوسيع آفاقها في بناء المشاريع الإنتاجية. وأوضح د. المهيدب أن بذل واستقطاع جزء من الوقت للمساهمة في الأعمال التطوعية متعدية النفع يعد من "وقف الوقت" المندوب، فالحاجة قائمة لأن يفيد كل مكلف مجتمعه وأمته بما تيسر من وقت يقتطعه من يومه أو أسبوعه أو شهره ليسهم من خلال مهنته أو حرفته أو منصبه أو مكانته الاجتماعية لتقديم نفع ومصلحة للمحتاجين عن طريق المؤسسات والجمعيات الخيرية والدعوية والطبية والمهنية، والحاجة مازالت قائمة لتوسيع مفهوم "وقف الوقت" لدى كافة شرائح المجتمع. وخلص إلى جملة من التوصيات أهمها: مشروعية "وقف الوقت" وأنه من المنافع التي يؤجر المسلم على بذلها، داعياً إلى أن تسهم وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في إدراج مفردات ضمن المقررات الدراسية تتناول الحث على العمل التطوعي كأحد موارد الإنتاج في البلد وتقديم امتيازات تشجيعية للقطاع الخاص الذي يسهم في تفريغ بعض منسوبيه لتقديم خدمات تطوعية والتوسع في إقامة المؤتمرات والندوات العلمية وورش العمل والاستفادة من التجارب الغربية المميزة في هذا مجال وأن تتولى المؤسسات والجمعيات الخيرية التسويق لمفهوم "وقف الوقت" عبر حملات إعلامية مكثفة لتتمكن من استقطاب الكفاءات والعقول التي تمكنها من أداء دورها في خدمة المجتمع بصورة أكبر وبكلفة أقل.