رغم تأكيدها أن الضربة العسكرية لسورية ستكون «محدودة في وقتها ورقعتها»، تستعجل إدارة الرئيس باراك أوباما تنفيذها وتتخوف، وفق مسؤولين أميركيين، من أن استمهالها «قد يؤدي إلى اعتداءات أخرى بالسلاح الكيماوي» في هذا البلد. وبعد تسريب الإدارة لأدلة تشمل تسجيلات صوتية لمسؤولين في النظام السوري وعينات من جلد الضحايا تبرهن، وفق الإدارة استخدام حكومة الأسد للسلاح الكيماوي، أكد مسؤولون أميركيون لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن هناك «ضرورة للرد بسرعة، وإلا فإن النظام سيستخدمها مرة أخرى في حلب». وقال مسؤول رفيع المستوى إن «حلب هي أحد الأهداف المحتملة»، وهي وراء استعجال الإدارة في تنفيذ الضربات. وقال المسؤول إن خيارات الضربات «ليست محصورة في يوم واحد بالضرورة» وقد تستمر على مدى أيام. وزادت واشنطن درجة تنسيقها مع الحليف البريطاني أمس بعد اتصال هو الثاني بين أوباما ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، علما أن الأول استمر أربعين دقيقة. وقال البيت الأبيض إن هذه الاستشارات ستتواصل في الأيام المقبلة. ويسعى الجانب الأميركي إلى التحرك سريعاً بضربات عسكرية «لمعاقبة» الأسد، ويخشى الانتظار طويلاً قبل تنفيذها بسبب أهمية الرد السريع على استخدام الكيماوي، والحفاظ على قوة الردع في ذلك. وأشارت استطلاعات الرأي الأميركية إلى زيادة نسبة التأييد للضربات الجوية ومن البحر إلى 49 في المائة ومعارضة 38 في المئة، كونها لا تشمل تدخلاً عسكرياً على الأرض. وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبر الثلثاء، أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم بأسلحة كيماوية الأسبوع الماضي، وأنه تتعين محاسبتها على هذا العمل «الشنيع». وأضاف بايدن في كلمة أمام جمعية لقدامى المحاربين في هيوستون: «لا شك في انه تم انتهاك أحد الأعراف الدولية الأساسية، وأن المسؤول عن هذا الاستخدام الشنيع لأسلحة كيماوية في سوريا هو النظام السوري. أولئك الذين يستخدمون أسلحة كيماوية ضد رجال ونساء وأطفال عزل يجب أن يحاسبوا».