×
محافظة المنطقة الشرقية

أفضل عشر أطعمة لمقاومة الصلع

صورة الخبر

ضحكت طويلا عندما قرأت مقابلة صحفية مع الناشطة السياسية المصرية (منيرة ثابت)، ومتى كانت تلك المقابلة؟!، إنها كانت في عام (١٩٢٥)، وذلك عندما سألها المحرر عن موقفها من (الحجاب)، فردت عليه قائلة: ليس في مصر حجاب الآن، بل المصريات كلهن سافرات، وفقط يختلف شعورهن بحسب اختلاف عقلية وسط كل طائفة، ولحركة السفور تأثير كبير وجميل في نفوس السيدات، حتى إن هذه الحركة السفورية كانت وما زالت من أهم أسس النهضة النسائية، إذ أن السفور عنوان للشجاعة الأدبية والنزاهة والصراحة؛ لذلك كان تأثيره قاسيا شديدا على عقلية (الرجل) المتعصب. وما زال السفور يقابل بشيء من الاضطراب في نفس (الرجل) المطبوع بالفكر القديم الذي لم يتعود في وجه المرأة الصراحة والنزاهة. أجل، إن الحجاب يؤخر المرأة، ولذلك تخلصنا منه نهائيا إلى أن تقوم الساعة، فلا تحدثنا عنه بعد الآن ــ انتهى. وضحكت أكثر عندما شاهدت تسجيلا وثائقيا للرئيس الأسبق (عبدالناصر)، في خطاب جماهيري له، وهو يرد فيه على شيخ الأزهر الذي كان ينادي وقتها بفرض الحجاب، قائلا عنه بما معناه: خليه أولا يحجب بنته التي تدرس في جامعة القاهرة. واستطرد قائلا وهو يقهقه: «والا هو عايزني أجيب عشرة مليون طرحة وأحجب فيها كل نسوان مصر؟!» وما إن قال ذلك حتى دوت من الجماهير عاصفة هائلة من التصفيق والضحكات. ولا أدري لو أن المعجزة حدثت وعادت إلى يومنا الحاضر الست منيرة والرئيس عبدالناصر، فهل ما زالت منيرة متمسكة بقولها: لا تحدثني عن الحجاب بعد الآن؟! وهل سوف يفجع عبدالناصر عندما يشاهد ليس عشرة ملايين طرحة فوق رؤوس المصريات، ولكن عشرات ملايين الطرح، بما فيهن طفلات لم يبلغن سن الرشد بعد؟! أرجوكم، افتحوا التلفزيونات وشاهدوا القنوات التي ما زالت تعيد الأفلام المصرية القديمة (بلاك أند وايت) في ذلك الوقت الذي يصفه البعض (بالزمان الجميل)، وكيف أن الغالبية العظمى من النساء كن يسرن في الشوارع بدون حجاب، واترك (البلاجات) على جنب. بل لكي لا أتعبكم بمشاهدة الأفلام، فاقصروها فقط على مشاهدة حفلات كوكب الشرق (أم كلثوم) التي يطرب على أغانيها الملايين، وإنني أتحداكم لو شاهدتم امرأة واحدة من تلك اللواتي يحضرن تلك الحفلات وهي محجبة. قد يتوه القارئ معي ولا يعرف، هل أنا مع أو أنا ضد؟! ولكن على طريقتي الثعالبية الرعديدة، لن أبوح بما يعتمل فيه صدري؛ لأن فيه الكثير من (البارود). وأختم مقالي هذا بما يختم به مقالاته أخي (ثامر الميمان) عندما يقول: ورزقي على الله.