×
محافظة المنطقة الشرقية

"بلدية ينبع" تغلق 4 محالّ مخالفة للاشتراطات الصحية

صورة الخبر

نتحدث عن وزارة التربية كثيراً ، ونتخذ منها مائدة للكثير من أحاديثنا ؛ لسبب وجيه وليس اعتباطياً هو أن وزارة التربية أساس لأي مجتمع ينشد التطور ويبحث عن التميُّز ، فهي تحتضن في مدارسها أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة وأجزم أن هذا العدد يكفي لأن نقف عند كل ما يمس هذه الوزارة - سلبا أو إيجاباً - فالعدد الكبير يتقاطع مع كافة شرائح المجتمع ، فلا يوجد بيت إلا وبه شاهد نستل عن طريقه - السلوكيات التي يمارسها والفكر الذي يحمله - كل الجهود التي تقوم بها هذه الوزارة في خدمة ترسيخ التربية كممارسات لتكون جزءاً من شخصية الطالب يتعاطاها في حضرة الرقابة أو عدمها قبل تلقين التعليم في الفصول . لذا فإن السلوكيات غير المسئولة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لبعض الطلاب وهم يقومون في مقاطع مؤلمة بتمزيق الكتب أو العبث بمقتنيات الفصول لا تُقلل من الدور الذي تبذله الوزارة ، ولكن يقع عليها عبء كبير في تصحيح مسار التربية كموجه لكل فئات المجتمع الذين يعقدون آمالاً كبيرة على المدارس في تنشئة أجيال تحمل في تعاملاتها قيماً سامية ، وتوجهات فكرية تخدم الدين والوطن وتُلبي متطلبات المجتمع ، فما حدث من إسقاطات سلبية من بعض الطلاب يجب أن يؤخذ في الاعتبار ولا ينبغي أن يمر مرور الكرام على مسئولي الوزارة ، وإحالته على الشماعة الدائمة المتمثلة في أن ما حصل تصرفات فردية ؛ فالواقع يلفظ هذا الادعاء لأن جدران أغلب مدارسنا من الخارج شاهدة عصر على سلوكيات غير حضارية ، وتمزيق الكتب الدراسية لم ولن يقتصر على ما شاهدناه في مقطع الفيديو الذي تناقلته وسائل التواصل بقدر ما هي - وللأسف - ممارسة تُعاد فصولها بعد نهاية اختبار كل فصل دراسي ؛ فمن هذا المنطلق نؤكد على ضرورة أخذ هذه النماذج في الاعتبار والبحث عن دوافعها والكشف عن مُسبباتها ، والأهم من ذلك هو إيقاع العقوبات الرادعة وحبذا لو كان العقاب علنياً ؛ لكي يكون الفاعل عظة وعبرة لغيره من المستهترين الذين لا همَّ لهم سوى العبث بالممتلكات العامة ، والمُضحك في الأمر أنك لو بحثت عن ممارسات هؤلاء الأشخاص في ممتلكاتهم الخاصة لوجدت تعاطياً آخر غير ما نُشاهده عند استخدامهم للعامة . إن وضوح وزارة التربية وصرامتها في تطبيق العقوبات على العابثين بكل مكوناتها هو الأسلوب الأنجع الذي يحفظ لها هيبتها ، ويُعيد لمعلميها مكانتهم المسلوبة ، وتُحافظ من خلاله على إيجابية سلوكيات المجتمع بشكل عام ؛ لنعكس أننا أمة حضارية تحترم ما يُبذل من جهود مادية وبشرية وزمنية ؛ خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الاهتمام الكبير من القيادة السياسية بالحقل التربوي المستمر والذي كان آخره دعمه بـ ( 80 ) مليار ريال على مدى خمس سنوات ، فهل من المعقول أن تسمح وزارة التربية بإهدار جهودها من قبل سفهاء لا يقيمون أي اعتبار لكل ما يُبذل ؟ أم أننا سنرى تغيُّراً جذرياً في سياسة الوزارة للأخذ على يد كل عابث وتقويم اعوجاج كل مستهتر ؟ ما أتمناه هو أن تبتعد وزارة التربية قليلاً عن أنواع العقاب التربوي الذي لم يُعط نتائج إيجابية خلال الفترة السابقة ، خاصة إذا كان الجُرم المُرتكب يتعلق بمثل ما تم مشاهدتنا له في مقاطع التواصل الاجتماعي ، فمثل هذه السلوكيات تحتاج إلى تعزير وليس إلى خصم درجات من السلوك أو حرمان أسبوع من الدراسة أو ما شابهها من أساليب ، على أن تقتصر وسائل العقاب التربوي البئيسة على ممارسات سلوكية أخف مما شاهدناه ، ولعلى أُوكد هنا على أهمية قيام الأسرة بدورها الرقابي والعقابي في نفس الوقت ، فالأسرة والمدرسة دورهما مكملان لبعضهما ، ولكنني ركزت على دور الوزارة إيماناً مني بأن ما لا يزع بالقرآن يزع بالسلطان . Zaer21@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (33) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain