ظل الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤمناً وواثقاً بأنّ التعليم هو الحل والمستقبل، لسنوات ظلّ يدعم كل مبادرة من شأنها تطوير التعليم العام ونقله نوعياً دون توقف أوكلل حتى قبل وصوله لسدّة الحكم. ومنذ بداية الألفية الحالية، وتحديداً في صيف 2000م، وكان حينها ولياً للعهد، دعم بشكل مطلق مشروع عبد الله بن عبد العزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي (وطني)، والذي كان هدفه إدخال تقنية الحاسب الآلي في مدارس التعليم العام. على أمل أن يكون العمود الفقري التقني للعملية التعليمية الشاملة، ليتم التواصل من خلاله بين الأطراف الذين لهم علاقة بالعملية التعليمية من مسؤولين ومشرفين تربويين وإداريين ومعلمين وطلاب وأولياء أمور. وبناء شبكة معلومات وطنية شاملة تربط جميع المؤسسات التعليمية والمدارس ببعضها البعض. لكن ذلك الدعم لم يحقق نتائجه التي كنت أمله ورغبته، لأسباب تعلّقت بإدارة المشروع، وفشلها في تحقيق الرؤية والأهداف للأسف وضاعت الفكرة الكبيرة بين سوء إدارة وفساد. في فبراير 2007 وافق مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على توصيات اللجنة الوزارية المختصة بمشروع (الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام)، بتكلفة إجمالية قدرها 9 مليارات ريال لمدة ست سنوات. وضم أربعة برامج رئيسية ، برنامج تطوير المناهج التعليمية، وبرنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وتحسين البيئة التربوية، والنشاط اللا صفي. الأسبوع الماضي أصدر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أمراً بالموافقة على برنامج عمل تنفيذي لدعم تحقيق أهداف مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام في المملكة مدته خمس سنوات، تقدمت به وزارة التربية والتعليم لتلبية الاحتياجات الضرورية والتطويرية التي تحتّمها المرحلة الحالية والمستقبلية. وحدد من خلاله الدعم المطلوب للسنوات الخمس القادمة، ووضعت الآلية التنفيذية للإشراف على البرنامج، لتمكينه من تحقيق غاياته السامية، وتزيد إجمالي التكلفة للسنوات الخمس القادمة على ( 80 مليار ريال)، إضافة إلى ما يتم تخصيصه سنوياً للوزارة، كما أقر تشكيل لجنة وزارية تتولى الإشراف العام على تنفيذ برنامج العمل. والذي يأمل أن يسهم في تطوير أداء المعلمين والارتقاء بهم ، وتحسين مستويات الطلاب من خلال برامج دولية لما يقارب 25 ألف معلم ومعلمة، وسيشمل افتتاح 1500 روضة أطفال، كما سيشمل إنشاء وتطوير مراكز الخدمات المساندة للتربية الخاصة، وربط المدارس بالإنترنت بسعات عالية، وتجهيزات الفصول الذكية، ومعامل الحاسبات لتوفير متطلّبات التعليم الإلكتروني، ودعم، والأهم توفير البيئة المدرسية المناسبة ، ودعم بناء مشاريع المباني المدرسية. رقم ودعم مهم وتاريخي يضع الكثير تحت المجهر، فالملك عبد الله صاحب أهم مشاريع لتنمية الإنسان السعودي في تاريخ البلاد على الإطلاق، يواصل بشكل قوي وإرادة حاسمة دعم كل ما يتعلق بتطوير العملية التعليمية بشقيه العام والعالي، وتطوير التربية والتعليم والمعارف، حيث الحل والتغير والأمل ببناء جاد نحو المستقبل، مستقبلاً لابد وأن يبدأ عبر هذا القطاع الكبير والأهم. الآن ومجدداً لا عذر.. الإرادة الملكية القوية تحولت لدعم معلن، وبرقم استثنائي يمكن له جلب وتوفير كل الموارد الممكنة من أجل تحقيق أهداف البرنامج. وإحداث النقلة الكبرى المرجوة. والمكلّف بالمهمة والمسئول هو الأمير خالد الفيصل.. الذي يتطلع منه الكثير لإنجاز إرادة الملك. ويكون القوي الأمين في مرحلة التطوير المفصلية والحاسمة .. فالتعليم أولاً.. وهو الحل.. ولا عذر.