على الرغم من طبيعتها الساحرة وإمكاناتها السياحية الهائلة إلا أن قرية عقدة لا تزال خارج اهتمام المستثمرين وتشكو من نقص بعض الخدمات الأساسية، حسب ما قال أهالي الضاحية الواقعة بين مرتفعات جبال أجا الشاهقة غرب حائل وتمر بها الأودية والشعاب ذات التربة الجميلة المائلة للحمرة «البطحاء»، ما حولها إلى «مصيف بري» من جانب البعض من داخل حائل وخارجها، حيث يتجاوز زوارها الألفي شخص يومياً في الصيف للتمتع بجوها البارد ومناظرها الخلابة، وتذوق خيراتها من الحمضيات بأنواعها المختلفة وأشجار النخيل. وقال بعض المواطنين لـ «عكاظ» خلال الجولة التي قامت بها في القرية، إنه بالرغم من توفر عوامل الجذب السياحي بقريتهم، إلا أنها تفتقد أيضا للمزيد من المقومات والمتطلبات الضرورية التي ربما تدخلها للمنافسة على أفضل القرى السياحية البارزة في المملكة، مناشدين الجهات المسؤولة بالتدخل لإنصافها والاستفادة من مقوماتها السياحية، مؤكدين أن تاريخ القرية يرجع إلى آلاف السنين وتنتظر يد التطوير في الفترة المقبلة بعد أن تحسن وضعها من السابق ولكنه في ذات الوقت لم تتوفر لها الخدمات اللازمة للرقي بها، حيث لم يصل مشروع مياه حائل الشامل لمنازلها، كما أن خدمات الجوال بها ضعيفة للغاية وكذلك تفتقد لمركز شرطة ومكتب خدمات بلدية. وأشار عزيز بن سعود السلحوب (أحد أعيان القرية)، إلى معاناتهم من ضعف خدمات شبكات الاتصال المختلفة، على الرغم من أن القرية لا تبعد سوى 15 كيلو مترا عن المدينة، مضيفا «طالبنا بوضع برج جوال إضافي، ولكن ذلك لم يحدث، رغم أن خدمة الجوال لو توافرت في القرية فإنها بلا شك ستنقلها نقلة نوعية ويزداد الإقبال عليها كمتنزه طبيعي جذاب»، منوها إلى أن الطريق الرئيس للقرية مزدوج ويشكل خطراً كبيراً على سالكيه بسبب ضيقه ووجود المنحنيات الخطرة فيه، مطالباً بالنظر في أمره من قبل الجهات المختصة وتعديله بما يتلاءم مع أهمية القرية السياحية. وزاد، أؤيد استثمار بعض الأراضي والممتلكات من قبل أصحابها سواء بالشقق السكنية والفنادق والمحال التجارية والمدن الترفيهية والمتنزهات الطبيعية التي بلا شك سترفع من اقتصاد القرية والذي يعتمد على الزراعة فقط». من جهته، ذكر بدر السلحوب أن عقدة قرية سياحية يجب استثمارها والاستفادة من المقومات الطبيعية الموجودة فيها وأبرزها النخيل والبساتين الموجودة أعلى الجبال والتي لن يستطيع أحد الوصول إليها إلا عبر تسلق الجبال، مردفا «هذه الأماكن يجب أن تستفيد منها هيئة السياحة بالتنسيق مع أصحابها باستئجارها منهم والقيام بتطويرها وبناء سلالم حديدية وممرات تسهل وصول الزوار والسياح لهذه الأماكن الجذابة وكذلك التنقل بين الجبال، ومن الضروري عدم إهمال عقدة التي تحتاج لاهتمام من قبل المسؤولين، لتوفير الخدمات وأبسط المتطلبات مثل إيصال مشروع مياه الشرب لكل المواقع السكنية». إلى ذلك، أوضح أمين منطقة حائل المهندس إبراهيم بن سعيد أبو راس، أنه تم إدراج مشروع تطوير قرية عقدة لتكون من المواقع السياحية ضمن سلسلة من مشاريع متعددة، منها: تنفيذ وإعداد مخطط تنظيمي للمنطقة المحيطة بقلعة أعيرف التاريخية وسط حائل، إتمام إجراءات نزع الملكيات، وتأهيل موقع أبراج برزان، حيث تتولى الأمانة الرصف والإنارة وتوفير الخدمات اللازمة لتهيئة الموقع وتطوير موقع عقدة، وإعداد دراسة تطوير المنطقة المحيطة بقصر القشلة.