قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، أن المواطن السعودي يمتاز بسمات إسلامية، ويتحلى بخصائص عربية، جعلته متفردًا عن غيره، ويتصف بقيم سعودية مبنية على أسس مستسقاة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وأشار الفيصل إلى أن مصدري التشريع في المملكة يعملان على تعزيز مفهوم الشعور بالمسؤولية ويحثان على احترام الأنظمة، جاء ذلك خلال المجلس الأسبوعي في منزل سموه بمحافظة جدة، والذي يستقبل خلاله الأئمة والخطباء والمشايخ والدعاة والشباب ورجال الأعمال والمثقفين ورجال الصحافة الإعلام وشيوخ القبائل ومديري الأجهزة الحكومية تحمل شعار الشعور بالمسؤولية واحترام النظام. بناء الإنسان وحث سموه الجميع إلى العمل من خلال هذا الشعار ليصبح مشروعًا ثقافيًا فكريًا وعمليًا يرى النور ويسهم في بناء الإنسان لافتا إلى أن الجميع لهم أسس وقيم ورسالات تتمثل في دستورنا العظيم القرآن الكريم ونهج محمد صلى الله عليه وسلم، المرتكز على مكارم الأخلاق، وأن قادة ومؤسسي المملكة سنوا أنظمة وقوانين ووضعوها نبراسًا لنسير على نهجها ونقتفي أثرها. تحديات وعوائق وأكد الأمير خالد الفيصل في حديثه للشباب أن للسعوديين رسالة يتوجب عليهم تأديتها وأن يواجهوا كل التحديات والعوائق، التي قد تقف في طريقهم، وأن رسالة الإسلام تحث على احترام الأنظمة والشعور بالمسؤولية، وأن المشروع هدفه خدمة الدين ثم الوطن والحفاظ على مكتسبات التنمية.. وشهدت أسبوعيات مجلس (ملتقى الشباب) انطلاقة مميزة هذا العام، ولم تقف نتائج الجلسات عند حدود التخطيط وطرح الأفكار، بل وصلت الرسالة إلى عدة محافظات في المنطقة، عبر «شعلة» ملتقى الشباب، وأصبحت رسالة احترام النظام والشعور بالمسؤولية شعارًا للملتقى، وحمل الشباب على عاتقهم إيصال رسالة تتصمن توعية المجتمع بأهمية الأنظمة وضرورة احترامها، إضافة لتعزيز مفهوم الشعور بالمسؤولية. شيوخ القبائل وأكد أمير منطقة مكة المكرمة في حديثه لشيوخ القبائل على ضرورة احترام القوانين، والتي تعتبر ثقافة فرد، تكبر وتنمو حتى تكون توجه مجتمعًا، مشيرًا إلى أن شيخ القبيلة لا بد أن يكون قدوة حسنة لأبناء قبيلته، وسنركز على موضوع الشعور بالمسؤولية واحترام النظام، والتي لابد أن نحرص على التمتع بها كي ننعم بالتطور والحضارة، والتي لن نستفيد منها ما لم نحترم الأنظمة. وبدورهم أبدى شيوخ القبائل استعدادهم لاستقطاع أوقات من المناسبات الخاصة للدعوة إلى الالتزام بالأنظمة واحترامها، والسعي لرفع مستوى الشعور بالمسؤولية للجميع، مؤكدين ضرورة تظافر الجهود لتحفيز جانب المسؤولية الاجتماعية كون مكتسبات وعائدات التنمية، التي تشهدها المنطقة ثمارها لصالح المواطن، وأن الشعور بالمسؤولية واجب ديني وإحساس وطني، داعين لانخرط الجميع في كل ما من شأنه تعزيز هذا المفهوم وتنميته. الأجهزة الحكومية وفي ذات السياق وخلال جلسة مديري الأجهزة الحكومية في المنطقة، أكد سموه على ضرورة أن يواكب بناء الإنسان تنمية المكان، ملحما إلى أن المبالغ التي تقدر بالمليارات وتنفق لصالح التنمية ومشروعاتها ينقصها إحساس بالمسؤولية واحترام للأنظمة، مشددًا على أهمية إيجاد آلية عمل مؤسسي تحفز الشعور بالمسؤولية واحترام النظام لدى المواطن والمسؤول على حد سواء كونها جزءًا لا يتجزأ من بناء الإنسان، معتبرًا إياها الركيزة الإستراتيجية، التي يجب أن تتواءم مع تنمية المكان. ووصف الأمير خالد الفيصل ما تشهد منطقة مكة من مشروعات وعمل دءوب في شتى القطاعات وتحديدًا فيما يخص المكان بأنها تنمية حقيقة ما يستدعي أن تتضافر الجهود ليواكب إنسان المنطقة التطور الحاصل وأن يعمل الجميع على تنمية الشعور بالمسؤولية واحترام الأنظمة. وقال سموه لا جدوى من تنمية المرافق والطرقات والمدن ما لم يواكبها شعور بالمسؤولية واحترام للأنظمة، وأعني المواطن والمسؤول على حد سواء، فالدولة لم تدخر جهدًا في اعتماد الميزانيات الضخمة، وفي حال لم يواز التنمية الكبرى وعي وإحساس بالمسؤولية فلا قيمة لها ولا جدوى منها. التهاون بالأنظمة وأرجع سموه أسباب الحاجة إلى مشروع حقيقي لاحترام النظام والعمل به إلى عدة أمور، يأتي في مقدمتها التهاون بالأنظمة، وغياب استشعار المسؤولية لدى البعض، داعيًا إلى العمل للوصول لمشروع يبدأ بالتجربة وينتهي بالديمومة، شريطة أن يتم تنفيذه في وقت وجيز. واقترح المشاركون في النقاش استحداث برنامج توعوي ينفذه أشخاص يميزون بزي موحد بالتعاون مع الجهات الأمنية، ويعملون على متابعة المخالفات في المرافق العامة ونصحهم وتوعيتهم، وسن عقوبة ضد أي مخالفات تتعارض وإستراتيجية في المنطقة. فيما تقدمت إدارة التربية والتعليم بمبادرة تنفذها عدة مدارس، يحمل القائمون عليها على عاتقهم بث الوعي بين أفراد المجتمع، بالإضافة لأهمية تحديد أولويات وأسس الإحساس بالمسؤولية لدى كل فئات المجتمع كلٌ على حدة تليها مرحلة التطبيق والانطلاق. خطاب مشترك وفي جلسة رجال الإعلام والمثقفين أشاد الحضور بالطفرة التنموية، التي تعيشها منطقة مكة ومحافظتها، وأنها تشهدها نقلات نوعية في جانب النمو المكاني، بالإضافة للمشروعات التي تصب في صالح التنمية، الأمر الذي يحتم على الجميع إيجاد آلية تسرع وتيرة بناء الإنسان. وناقش أمير المنطقة مع الكتاب والمثقفين أبرز المنغصات، التي تقف عائقًا في تحقيق الرسالة، وتبادل الحضور الأفكار والرؤى التي من شأنها إيصال الرسالة وتحقيق الهدف المنشود ، كما تممت اقتراح لغة مناسبة للخطاب بين الشباب ورجال الإعلام لإيصال الرسائل وبث التوعية . المساجد والأحياء وفي الجلسة التي استضافت أئمة وخطباء المساجد دعا الأمير خالد الفيصل إلى تفعيل دور المساجد في التوعية بضرورة تحقيق الرسالة وتفعيل دور الدعاة في هذا الجانب ، مؤكدا أن أداء الواجبات المناطة بأي فرد مرهون باستشعار المسؤولية ، واتقان المهام والأعمال لا يتحقق في حال الركون إلى الاتكالية سواء كانت على حساب المؤسسات بأنواعها أو حتى بين الأفراد بعضهم البعض. بدورهم عزى الأئمة والخطباء النجاح إلى تظافر الجهود والابتعاد عن الاتكالية في تحمل المسؤوليات ، داعين إلى عمل جماعي مكثف يواكب التنمية، وأكدوا في مداخلاتهم أن المساجد إشعاع فكري وثقافي لابد أن يتم من خلال منابرها تأصيل ثقافة النظام والدعوة للشعور بالمسؤولية ، ثم اقترحوا تشكيل هيئات بالتعاون مع مجالس الأحياء تضطلع بتفعيل شعار المجلس ورسالته وتحويلها إلى مشروع ملموس يبدأ ثم ينطلق إلىجميع محافظات ومراكز المنطقة. المزيد من الصور :