رأى خبراء سياسيون مصريون أن الظروف الدولية الراهنة تحتم على دول الخليج الاستجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الاتحاد الخليجي، في مواجهة التكتلات العالمية التي تقوم حاليًا على الاتحاد والوحدة. وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد خليل إن التساؤلات بشأن الوحدة الخليجية بات من الضروري إعادة طرحها وبشكل مكثف في ذكرى تأسيس مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من ثلاثة عقود، ودعا خليل إلى بحث المعوقات بكل شفافية، مشيرًا إلى أهمية السعي بقوة نحو تحقيق تطلعات الشعوب الخليجية في الوحدة والاتحاد في ظل توفر كل مقومات الوحدة والاتحاد والتي تصل إلى درجة «التماثل» في كل المكونات والظروف المعاشة. ودعا أستاذ العلوم السياسية إلى ضرورة تفعيل دعوة المليك التي مر عليها عامان، مؤكدًا أن الظروف الدولية والإقليمية تقتضي التحرك العاجل نحو الاستجابة لدعوة الملك عبدالله نحو الاتحاد الخليجي، مؤكدًا أن دوافع إطلاق الدعوة في توقيت إطلاقها منذ عامين، باتت ماثلة للعيان الآن، وباتت دول مجلس التعاون الخليجي محاطة بتحديات إقليمية ودولية تجعل من الانتقال للاتحاد هو الطريق للحفاظ على هذه الدول الخليجية ومواجهة الأخطار الإقليمية التي تطرق أبوابها بشدة، لا سيما المقبلة من الشرق بعد التفاهمات الأمريكية الإيرانية الأخيرة. من جهته، يرى مدير الدراسات العسكرية والإستراتيجية اللواء علاء عزالدين أن فكرة الانتقال من مجلس التعاون إلى اتحاد دول الخليج جيدة من حيث المبدأ، ولكنها تتطلب توافر إرادة سياسية من قادة دول مجلس التعاون. وتساءل، هل كل دول مجلس التعاون الخليجي لديها الرغبة والإرادة في التنازل عن بعض جوانب سيادتها للكيان الجديد، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والتعاملات الخارجية، على غرار النظام الأوروبي، وهل لديها إرادة للتخلي عن عملتها واعتماد عملة موحدة وهي القضية التي لم ينجزها المجلس طوال السنوات الماضية. وأضاف عزالدين من منطلق هذه المحاذير أرى أن دول مجلس التعاون مطالبة بالتحرك السريع مع تحديات إقليمية ودولية تحاصر دول المجلس. بدوره، أكد السفير محمود فرج مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وجود ضرورات سياسية تفرض إقامة هذا الاتحاد في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، فضلًا عما يضيفه من فرص ومزايا للدول الخليجية في ظل حاجتها إلى بلورة سياسة خارجية وقيادة عسكرية موحدة وكيان اقتصادي قوي، يضمن الحفاظ على المصالح ويجنب الصراعات، ويساعد على زيادة قدراتها التفاوضية مع العمالقة الدوليين الجدد، إضافة إلى الحاجة للتحرك الجماعي إزاء المتغيرات الإقليمية. ودعا فرج إلى البدء الفوري في إجراءات تأسيس هذا الكيان الهام، مشيرًا إلى أنه يتطلب وقتًا طويلًا في إجراءاته، حيث يجب دراسة الكيانات القائمة لاختيار أفضل الصيغ الاتحادية الملائمة بعد استعراض تجارب الاتحادات القائمة، وتلافي الجوانب السلبية حتى يخرج اتحادًا قويًا يقاوم التحديات الخارجية ويحقق طموحات الشعب الخليجي.