الظروف تختلف والعدو يصبح صديقا، والقريب يصبح بعيدا، مصالح تجمع ومصالح تفرق، هكذا أغلب الأشخاص يتعاملون على أساس المصلحة كم تأخذ وكم تعطني، ليس بينهم صداقه إلى الأبد ولا عدو إلى الأبد، يتجهون مع أمواج المصلحة يركضون خلف رياح الفائدة دون النظر في العلاقات الشخصية التي تقام على أساس الصداقة والأخوة، يتبعون أهواء النفس ويأملون بصعود منصات التتويج، دون عناء ودون مجهود ودون مراعاة حتى لحقوق الإنسان كنت أتمنى في السابق أن آتي إلى مسؤول توظيف لكي أعرض عليه مطلبي أن لا يسألني ((جاي من طرف مين)) أو يسألك ((أيش قبيلتك)) كنت أتمنى أن يسألني ((كم معدلك في الجامعة)) ((أيش عندك خبرة)) فأغلب المسؤولين يريدون يخدمون من هم مصالحهم في أيديهم دون النظر إلى المسؤولية التي في عاتقهم، فالواسطة والمحسوبية هما أداة قوية في مجتمعنا الذي أصبح يعتمد عليها بعض الأشخاص بشكل كلي، سأذكر موقفا ليس على سبيل التشبيه او المقارنة ولكن من باب التفكير في الواقعة قال لي أحد المبتعثين في الخارج (كنت اسكن مع أسرة مكونة من أربعة أشخاص رجل وزوجته وأبنائه كنت سعيدا معهم لطيب أخلاقهم وحسن معاملاتهم حتى أعتقد أنني أصبحت واحدا منهم وفيهم وكان الرجل يعمل في أحد البنوك، بعد فترة قررت مغادرة منزلهم واسكن بمفردي ودعوني بحرارة، وذهبت إلى مقري الجديد وبعد فترة اضطررت إلى مراجعة البنك وبصدفة وجدت الرجل الذي كنت اسكن معه، وذهبت إليه لمعتقدي انه سوف يخلص معاملتي البنكية بسرعة وأن يختصر علي الطابور، فذهبت إليه فوجدت منه استقبالا ناشفا، قال هنا مكان عملي فضلا اذهب إلى الطابور لكي أخدمك فهنا لا يوجد أحد خارج القانون، فذهبت بكل خجل وقفت في الطابور، فاكتشفت بعدها أن الواسطة والمحسوبية موجودة فقط في قاموس تعاملاتنا). نواف احمد المحمدي