عبر قاطنو المدينة المنورة في أحاديث إلى «الحياة» عن فرحتهم بعد الإعلان عن تشغيل المطار في بداية العام الميلادي الجديد، إذ أجمعوا على أن المطار سينعش منطقتهم اقتصادياً وسياحياً، إضافة إلى حل أزمة معاناة التنقل. وقال المواطن عبدالوهاب الحربي: «أعوام عدة مضت ونحن نتابع ونقرأ عن إنشاء مطار دولي جديد بالمدينة المنورة ينهي معاناة أهالي المدينة المنورة في رحلاتهم الدولية، وبعد مضي أعوام يتحقق الحلم العام المقبل وتنتهي المعاناة ويصبح الحلم حقيقة». أما المواطن سعد العوفي فأوضح أنه منذ أكثر من 30 عاماً ونحن نسمع عن إنشاء مطار دولي بالمدينة المنورة والذي يستوعب عدداً كبيراً من الحجاج والمعتمرين والزوار، وعايشنا جميع المراحل التي توقف فيها المشروع أثناء حرب الخليج ومشكلات اللجان والتقديرات ومن ثم البدء بالعمل، وما زلنا نتابع تطورات هذا المشروع ونتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه مطار المدينة يحتضن الرحلات الدولية وفي شكل كبير، الأمر الذي ينهي معاناة التنقل بين المطارات لأهالي المدينة وكذلك الحجاج والزوار. ويرى المواطن عمر العوفي أن البدء في تشغيل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة سيكون داعماً قوياً للاقتصاد بالمدينة المنورة، وسيساعد على نمو التجارة وخلق العديد من الفرص السياحية. وأبدى المواطن صالح السهل سعادته عن إعلان خبر بدء تشغيل مطار المدينة الدولي بداية كانون الثاني (يناير) المقبل، وذلك بعد صبر طال عمره لأ كثر من 35 عاماً، مضيفاً: «تشغيل المطار سينعش الاقتصاد بالمدينة المنورة ويزيد من عدد الزوار والمعتمرين المقبلين إلى المدينة، مما يخلق فرصاً للعمل والتجارة». وقال أحد ملاك العقارات المنزوعة لمصلحة مشروع توسعة المطار سالم الثقفي خلال حديثه إلى «الحياة»: «إنه منذ عام 1399هـ بدأ العمل في تثمين العقارات المنزوعة لمشروع المطار وكانت تشمل العقارات المحيطة بالمطار الحالي، وتوقفت أعمال اللجنة حينها، وما إن عادت قبل ما يقارب الـ 10 أعوام الماضية للبدء بحصر العقارات وتثمينها، بدأ العمل الفعلي لمشروع المطار وظل العمل جارياً على قدم وساق في ظل متابعة وترقب». وأوضح أن المدينة المنورة وما لها من قيمة دينية وما يترتب على ذلك من توافد الملايين من الحجاج والزوار والمعتمرين إليها، فإن الحاجة تتطلب لمثل هذه المطارات الدولية والكبيرة لتواكب التطور الذي تشهده المدينة وتساير العدد الكبير الذي يتوافد إليها من كل أنحاء العالم الإسلامي. وأضاف: «وجود مثل هذا المطار سيساعد أهالي المدينة المنورة في السفر إلى الخارج من دون تكبد المتاعب والمشقة والذهاب إلى مطار الرياض أو جدة من أجل السفر إلى الخارج، إضافة إلى المردود الاقتصادي والسياحي من وجود هذا المطار». ويأمل المواطن حسن الأحمدي (62 عاماً) أن يأتي اليوم الذي يكون فيه مطار دولي بالمدينة المنورة يحقق رغبات أهلها ويريحهم من عناء السفر ويوفر عليهم المشقة. وزاد: «منذ أعوام مضت والحديث دائماً عن مطار المدينة المنورة وتحويله إلى مطار دولي وعن المشكلات التي رافقت هذا المشروع من نزع الملكيات واختلاف اللجان وتعاقبها على التثمين والتقدير، وها نحنو ربما أقل من عام سنرى آمالنا تتحقق وتنعم المدينة بمطار يواكب تطورها العمراني ويوفر على زوارها وزوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم كثرة الترحال». التشغيل مطلع 2015 أوضح المدير العام لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالإنابة المهندس محمد الفاضل في تصريحات صحافية أول من أمس أن نسبة إنجاز المشروع بلغت 83 في المئة، متوقعاً الانتهاء من مرحلته الأولى في كانون الثاني (يناير) 2015. وبيّن أن طاقة المطار الاستيعابية بعد تشغيل المرحلة الأولى ستبلغ ثمانية ملايين مسافر سنوياً، مشيراً إلى أن خطة تنفيذ المراحل اللاحقة للمشروع تتضمن البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لتصل الطاقة الاستيعابية إلى 14 مليون مسافر متى ما استنفذت الطاقة الاستيعابية للمرحلة الأولى، كما سترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار الدولي في المرحلة الثالثة لتصل إلى 27 مليون مسافر. وقال المهندس الفاضل: «إن من ضمن مشروع المرحلة الأولى، تصنيف المدرج 35 إلى مستوى (f) لينتقل من عرض 45 متراً إلى 60 متراً ويصبح طوله 4500 متر ليكون من أطول المدارج على مستوى الشرق الأوسط، كما سيستوعب المدرج الطائرات الثقيلة مثل الإيرباص380 وطائرات Dreamliner . وأفاد بأن المطار جهز بصالات تبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 153 ألف متر مربع، منها صالة السفر المتصلة بالطائرات عبر الجسور والتي يبلغ طولها 860 متراً وتستوعب 18 طائرة في آن واحد، إضافة إلى 17 موقفاً للطائرات خارج الجسور، كما جهز المطار بنحو 1800 موقف للمركبات، 200 موقف للحافلات و100 موقف لمركبات الأجرة، ليصبح مشروع مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي تحفة معمارية ومعلمًا حضارياً في المدينة المنورة. مطار المدينة الدولي