×
محافظة المنطقة الشرقية

ابتعاث 25 ألف معلم وإحداث 3500 وظيفة وافتتاح 1500 روضة أطفال

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي قــــد تـــقدم بـــعض المسلسلات المتعة وقد تساعد على التحليل الفكري، من دون أن يعني هذا تمتعها بمحتوى فكري، إنها للاسترخاء إنما هي في الوقت ذاته تبدي وبصورة مكثفة ما يحرّك عصرنا من استيهامات ومفاهيم ما يتيح تحليله والتأمل فيه. في مسلسل «الإخوة»، كانت الحياة تمضي بسلام في أملاك «فريد نوح» في أبوظبي. يقوم على شؤون هذه الممتلكات الآن «الأبناء الخمسة الذين كفلهم فريد نوح وعاملهم كأولاده منذ كانوا صغاراً وعاملوه كأب، فآخر أبناء عائلة «نوح» الإقطاعية لم يستطع أن يُنجب خلفاً ووريثاً له... لكل منهم مهمته ووظيفته في تسيير شؤون الأملاك التي أورثهم إياها «نوح» بعد موته الذي لم يمضِ عليه كثير من الوقت، بالإضافة إلى هذه الممتلكات فقد ورثوا شهرة ونفوذ عائلة «نوح» وعاملهم الناس باحترام وتقدير ورهبة»... هكذا تعلن «قناة أبو ظبي الأولى» على موقعها عن مسلسلها اليومي (بتصرف) الذي سيدوم مئة حلقة. هذا المسلسل التركي أو المكسيكي بطابعه والسوري بإخراجه صوّر في الإمارات. «الإخوة» لسيف شيخ نجيب وهو يقوم بدور رئيس فيه، ما استرعى ربما الاستعانة بمخرج ثان هو سيف الدين سبيعي، وتشارك فيه مجموعة ممثلين من سورية ولبنان ومصر والجزائر... بعضهم من النجوم الأبطال مثل تيم حسن وباسل الخطيب وأمل بو شوشة ورفيق علي أحمد ونادين الراسي ورانيا يوسف... وبعضهم يؤدي أدواراً صغيرة على مقدرته الفنية مثل عبد الهادي الصباغ، أو كبيرة عليه (هنا لن نأتي بمثال)، لكنهم جميعاً يشتركون بالتعبير المرسوم على وجوههم ذاته ويتراوح هذا حسب الشخصية بين تقطيبة، بكاء، نظرات ساخرة، نظرات متحدية... تعبير يفرضه ربما تشابه الأحداث وتكرارها إذ تدور باستمرار حول دسائس ومؤامرات وتهديدات ومحاولات مستمرة لإيقاع أحدهم أو إحداهن بالآخر. يخلق المسلسل جواً غريباً بعدم الارتياح ويدفع للتساؤل عن العالم الذي تعيش فيه هذه الشخصيات والذي يحاول تصويره. عالم قميء من شخصيات خائنة وحقودة ولا أخلاقية في معظم الأحوال. غالبية النساء خائنات لأزواجهن وبالطبع لا يقصّر الرجال في هذا المضمار، ولا يوجد فرح حقيقي ولا شخصية واحدة تجعلك تحبها أو حتى تتعاطف معها، ولا حدث بريئاً بسيطاً... هذا عدا البذخ المزعج في الأمكنة والملابس، حتى لشخصيات لا يفترض بها الغنى. فالأمكنة تبدو عدوانية وخانقة على رغم رفاهيتها مثل الشخصيات التي تتحرك فيها، والأحداث يراد لها أن تكون مثيرة لكنها تمر من دون إثارة وبإيقاع رتيب مع تكرار ينجح بإثارة الملل. لا شيء جميلاً في هذا العمل «المعاصر»، وشوارع الشام ليست هنا كأمكنة خارجية لتخفف من هذا الشعور بالثقل الذي يصاحب الرؤية.