×
محافظة المدينة المنورة

تجاوزات طلابية بنهاية اليوم الأول للاختبارات في سلطانة

صورة الخبر

لا تقاس مسافات الود بحسابات الجغرافيا بل بتجاور القلب للقلب، والمرشح للرئاسة في مصر المشير عبدالفتاح السيسي رجل انعقد قلبه على الوطن، والوطن ليس بلاده بل كل أرض نطقت بالعربية وأخلصت لدينها. "مسافة السكة" تعبير شعبي يلغي المسافات ولا يخرج إلا من نقاء الضمير وصفاء النفس، وهو الإجابة المحببة والمطمئنة عندما تعد بزيارة صديق فيطلب إليك ألا تتأخر، والسيسي يستبق بالإجابة دون الطلب. كان الرجل مشغولاً بأحداث الترشح للرئاسة ومواجهة عمليات إرهابية وحملات بلا ضمير من خصوم لا يعتمدون على قدراتهم قدر ما يعتمدون على تشويه الخصم، وكان مشغولاً بأوضاع تشهد آخر درجات التردي في مصر اقتصادياً وأمنياً وغيرهما، ولكن ذلك كأنه لم يحجب بداخله ما يحمله لعربي هنا أو هناك خارج حدود مصر، فالوطن لديه لا تقسمه حدود جغرافية أو سياسية، وإنما يلتم كله تحت مظلة الدين واللغة. السيسي إذا أردنا أن نستوعبه تحدث عن كل شيء، وما تنطوي عليه من أزمات كارثية، ومع ذلك كان يبدو وكأن لا أهمية لتلك الأزمات بل ربما رأى البعض أنه أهملها. هنا بالتحديد روعة هذا الرجل.. هو لا تستغرقه نظرة أحادية بمشكلة من المشكلات ولكنه يتمتع برؤية شاملة ونافذة مكنته من الوقوف على جوهر القضية الشاملة، فتحدث عن قيمة العمل وكرر الحديث، العمل العمل العمل، وتحدث عن أهمية الإنسان بأخلاقياته وسلوكه ومشاعره، واستفز فيه قيم الانتماء وروعة المحبة وعظمة التكاتف.. هنا جوهر القضية إنسان يعمل، وبهذه النظرة الكلية امتدت مشاعره وتمددت على أرض الوطن العربي كله، ومن هنا خرجت "مسافة السكة " بكل روعتها ونبلها. نحن أيضاً وحيثما نكون "مسافة السكة" منك، شعور نبادلك إياه وهاجس اقتسمناه بيننا وبينك ومحبة جمعتنا وإياك. تلك مشاعرك وهذه مشاعرنا، فهل يكف المغرضون الذين يرمونك أو يرموننا بسوء ليس فيك ولا فينا؟.