إنه موسم الصيف وفراغ الشباب وهمينة وسائل الترفيه، تتزعمها وسائل التواصل الاجتماعي ويتصدرها تويتر بلا منازع. ولأننا في زمن المكاشفة أيضاً ومساحات المبارزة بالكلمة والصورة، فإن مواجهة التحريض العدائي ولو فكرياً حق لمن ينتمي لهذا الوطن وشعوره بالمسؤولية. ويقول الخبر بأنه تم رصد500 حساب في تويتر تستهدف أمن الوطن والتشويش عليه ويعملون، وفقاً للمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، بالعمل على حالة معينة بالمملكة ربما استهداف المجتمع السعودي من خلال القول بأن هذه المعرفات تديرها الداخلية حتى يفقد الناس ثقتهم بها وهكذا يسعون بمحاولاتهم الفاشلة للنيل من أمننا ورجالنا. نتساءل هل يمكن لمجتمع يعيش في وطن تملؤه الطمأنينه والاستقرار أن يختار هدم معالم وطنه وحياته من أجل بضعة أيدولوجيات تائهة مرت عبر أوطان الربيع العربي ومازالت يعاني بعضها التشرد الحياتي والأمني والاقتصادي وتحملها إلينا صور الإعلام الحديث كل يوم بل وفي كل دقيقة؟ والواقع بأن هناك التحريض العدائي ضد النظام أيضا وكلما واجهنا شيئاً منه وددنا أن نسأل من يقوم بنشر تلك الأفكار العدائية، وكأننا لا نعيش هنا ولا ندرك معالم حياتنا. نود أن نطلب حلولاً لمشاكل المجتمع وليس وسائل هدم، وغير مفهوم حقيقة كيف يمكن التقليل من وعي وذكاء إنسان اليوم الذي بات يستطلع ويرى بوضوح اتجاه الاحداث من حوله ويفسر بسهولة ما الذي تسعى إليه. والدعوة للتظاهر إحداها وهي محاولة ساذجة ويائسة استهلكت مراراً. نتساءل هل يمكن لمجتمع يعيش في وطن تملؤه الطمأنينه والاستقرار أن يختار هدم معالم وطنه وحياته من أجل بضعة أيدولوجيات تائهة مرت عبر أوطان الربيع العربي ومازالت يعاني بعضها التشرد الحياتي والأمني والاقتصادي وتحملها إلينا صور الإعلام الحديث كل يوم بل وفي كل دقيقة؟ أحياناً نود لو أن يسألهم أحد ببساطة عن نموذج الوطن كما يدعون إليه وإن كان موجوداً على خارطة العالم ويشبهنا في موقعه وتاريخه كي نفهم ماذا يقولون أو يصبحوا مقنعين على أقل تقدير وأن لهم قضية. طبعا لا شيء من ذلك ولكن الملاحظ بأن تويتر أصبح مساحة مفتوحة لمن يريد أن يسيء أو يقوم بتشويه وطننا والآن انضمت بعض دول الخليج للقائمة الموجه لها العداء. ونتذكر الآن مقولة تؤشر على اختبار حياة الشعوب من منظور معيشي واقتصادي. فبالنسبة للقوة الشرائية والقدرة المادية نجد أن شعب المملكة وبحمد الله وفضله، وشعوب منطقة الخليج هم أكثر فئة تتمتع بهذه المزايا، وهي أجدر بترجمة نوعية الحياة التي ينتمون إليها وباستقرار مشهود له، فبدونه لن يكون هناك تنمية. فالازدهار لا يأتي صدفة كما هو معلوم وإنما يبنى على قواعد متينة من الأمن والاستقرار. غير أن لنا نصيبنا من المشاكل بالطبع وصور الفساد التي بتنا نواجهها كل يوم ويصدر قرار بمعالجتها أو كشفها ونتمنى التخلص منها. وأخيراً هناك جانب مضيء من توتير يقوم عبره المواطنون من كشف حالات الغش كالذي حدث منذ أيام عندما كشف مواطن من تبوك قدم بلاغاً عبر صفحته في توتير عن منتج زعتر باسم شركة وهمية لوحظ أن الزعتر يتحول إلى اللون الأزرق حين يضاف للزيت أو الزبادي مما يوحي بإضافة مادة معينة قد تكون ضارة بالصحة. وفعلاً قامت وزارة التجارة والصناعة بمداهمة مصنع يقوم بإنتاج كميات كبيرة من الزعتر المغشوش بعدما تم تداول المنتج في اليوتيوب ويظهر فيه عيوبه. أعلن بعدها مصادرة الكميات وإغلاق المصنع بعد أن تم فحص المنتج مختبرياً واتضح انه لا يصلح للاستخدام الآدمي. ويبدو أننا كمواطنين قد نساهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي برعاية وطننا والمساهمة في المحافظة على مكتسباته وليس الطعن فيه. حفظ الله وطننا وحياتنا ورسالته الروحية العظيمة.