برازيليا: «الشرق الأوسط» أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واتحاد الكرة البرازيلي تأجيل المباراة التجريبية الثانية لملعب كورينثيانز أرينا في ساو باولو، القلق من عدم جاهزية الملعب الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس العالم يوم 12 يونيو (حزيران) المقبل. وتواجه البرازيل الكثير من الضغوط لعدم تسليم الملاعب الـ12 المضيفة لمباريات البطولة، التي كان مقررا الانتهاء منها في يناير (كانون الثاني) الماضي، وجرى تأجيل تسليمها للفيفا إلى نهاية مايو (أيار) الحالي. وتستعد البرازيل لاستقبال 20 رئيس دولة خلال بطولة كأس العالم المقرر إقامتها بالبلد اللاتيني في الفترة ما بين 12 يونيو (حزيران) و13 يوليو (تموز) المقبل. وكانت الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، قد وجهت دعوة الزيارة في وقت سابق إلى رؤساء دول وحكومات المنتخبات المشاركة في المونديال، التي يبلغ عددها 32 دولة. وأجاب فيليب ليوبولد ماري ملك بلجيكا دعوة روسيف، حيث ينوي الملك البلجيكي حضور مباراة منتخب بلاده أمام نظيره الروسي في الثاني والعشرين من يونيو المقبل على ملعب ماراكانا الأسطوري في ريو دي جانيرو. كما أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلنا ميركل، حضورها لمتابعة منتخب بلادها الذي يلعب في المجموعة السابعة بجانب منتخبات البرتغال وغانا والولايات المتحدة. ويجتمع كل من ميركل وفيليب على هامش البطولة، كما أنهما سيحضران، برفقة بيدرو باسوس كويلو رئيس الوزراء البرتغالي، مباراة ألمانيا أمام البرتغال المزمع إقامتها على ملعب أرينا فونتي نوفا في مدينة سلفادور دي باهيا في 16 يونيو المقبل. ومن المقرر أيضا أن يحضر جو بايدن، نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، مباراة منتخب بلاده أمام غانا على ملعب أرينا داس دوناس في مدينة ناتال، بالإضافة إلى اجتماعه بعد يوم واحد من المباراة مع ديلما روسيف على هامش الحدث العالمي الكبير. ولم يؤكد إيفو يجوسيبوفيتش، رئيس كرواتيا، قبوله دعوة روسيف حتى الآن، إلا أن التكهنات تشير إلى إمكانية حضوره لمتابعة منتخب بلاده، الذي يستهل مشواره في المونديال بالاصطدام بالمنتخب البرازيلي، صاحب الأرض والجمهور، في المباراة الافتتاحية للبطولة على ملعب كورينثيانز. ومن المنتظر أن يحضر نهائي البطولة على ملعب ماراكانا قادة الدول الأعضاء في منتدى (بيركس)، أو الدول الأسرع نموا في العالم، مثل روسيا والهند والصين بجانب البرازيل. ويعقد منتدى (بيركس) اجتماعا لرؤساء الدول الأعضاء يومي 15 و16 يوليو (تموز)، حيث سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من بين أبرز الشخصيات الدولية التي ستحضر هذا الاجتماع. وسيحضر الاجتماع أيضا شي جينبينغ الرئيس الصيني، حيث أكد وزير خارجيته، وانج يي، أن زيارة الرئيس الصيني للبرازيل تعد بمثابة بداية مرحلة جديدة من العلاقات التاريخية بين البلدين. من ناحيته، أكد ألدو ريبيلو، وزير الرياضة البرازيلي، أن الاحتجاجات المناهضة لإقامة بطولة كأس العالم في بلاده ترجع، في جزء كبير منها، إلى عدم تقبل البعض فكرة أن البرازيل أصبحت دولة كبيرة ذات مكانة دولية مرموقة في السنوات الأخيرة. وقال ريبيلو، في تصريحات للوكالة الإخبارية البرازيلية الوطنية (إيه بي آر»: «يوجد بعض الأماكن في العالم لا تتقبل الوضع الجديد للدولة البرازيلية، سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى العلاقات الدولية. يعتقدون أن البرازيل لا تستحق هذه المكانة ويريدونها أن تعود مرة أخرى للوراء». وأضاف: «الصحافة وبعض الحاقدين هم من يقفون وراء الاحتجاجات المناهضة للمونديال». ولمح الوزير البرازيلي إلى أن بعض الشخصيات السياسية الموالية للمعارضة في الوقت الحالي كانت تؤيد استضافة البرازيل للمونديال عندما كانت تتولى مقاليد الأمور أثناء حكم لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي السابق في الفترة ما بين 2003 إلى 2010. وأشار ريبلو إلى بعض الشخصيات التي تقف وراء تلك الاحتجاجات مثل سانديرو أيسيو نيفيس المرشح الرئاسي السابق لـ«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» البرازيلي، وجيرالدو ألكمين المحافظ الحالي لمدينة ساو باولو وإدواردو كامبوس المحافظ السابق الموالي للحكومة السابقة. وقال ريبلو: «أيسيو وألكمين وإدواردو وكامبوس كانوا هناك عندما فازت البرازيل بشرف استضافة المونديال، ولكنهم غيروا مواقفهم بعد ذلك بسبب بعض المواءمات السياسية». وتطرق الوزير البرازيلي إلى الحديث عن الاحتجاجات التي اندلعت بسبب ملايين الريالات البرازيلية التي أنفقتها الحكومة على الأعمال التجهيزية للمونديال، حيث أكد أن كل ريال أنفقته الحكومة من الأموال العامة قابله 4.3 ريال أنفقت من قبل استثمارات القطاع الخاص. ودافع ريبلو أيضا عن النفقات الحكومية لبناء الملاعب المضيفة للمونديال، التي تجاوزت تكاليف إنشائها المبالغ التي أنفقتها كل من ألمانيا وجنوب أفريقيا اللتين استضافتا بطولتي كأس العالم الأخيرتين عامي 2006 و2010 على التوالي. وأشار: «ألمانيا لم تكن في حاجة لإنفاق الكثير من الأموال لأنها كانت تتمتع بوجود منشآت جاهزة». وأعلنت الحكومة البرازيلية، أمس الخميس، أنها لن تسمح للموظفين العموميين أو لرجال الشرطة بأن يقوموا بعمل إضرابات أثناء بطولة كأس العالم التي تبدأ خلال 21 يوما. ومن جانبه، أكد لويس أناسيو أدامز، المحامي العام البرازيلي، أن النقابات العمالية عقدت اتفاقيات مع الحكومة عام 2012 حول نسبة زيادة الرواتب حتى عام 2015. وقال: «على النقابات أن تحترم الاتفاقيات التي وقعتها». وأشار أدامز إلى أن الحكومة لم تخل بالتزاماتها بخصوص الاتفاقيات المذكورة، مما يجعل غير قانوني القيام بأي عمل من أعمال الإضراب بموجب القانون المنظم للإضرابات. وأكد المحامي البرازيلي أن قوات الشرطة والقوات المسلحة ليس مسموحا لها القيام بأي عمل من أعمال الإضراب، كما حدث أول من أمس من قبل قوات الشرطة المحلية التي أعلنت إضرابها عن العمل في 13 ولاية برازيلية، بينها ست ولايات مضيفة لمباريات المونديال. وأوضح أدامز أن فعل الإضراب من قبل الشرطة أو عناصر القوات المسلحة يعد مجرما بموجب قرار قضائي.