الرباط: «الشرق الأوسط» قال صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، أمس خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لدول «5+5» الذي تحتضنه البرتغال، إن حل الأزمة الليبية يتوقف على تفعيل آليتين أساسيتين، الأولى تتعلق بفرض الأمن والاستقرار في ليبيا من خلال دعم المبادرات المتخذة، وتنفيذ تدابير أمن الحدود التي انتهى إليها مؤتمر الرباط، داعيا في السياق ذاته، المنتظم الدولي ومجموعة «5+5»، إلى دعم مسلسل تفعيل هذه المبادرات لعودة الاستقرار إلى ليبيا. أما الآلية الثانية، يضيف الوزير المغربي، فتتعلق بدعم الجهود المبذولة من أجل بناء المؤسسات في ليبيا، وهو المسار الذي يعرف صعوبات وتعقيدات جمة. وحيا مزوار المبادرة التونسية لحل الأزمة الليبية، منوها في الإطار ذاته بتحمل تونس وحدها عبء احتضان ما يزيد على مليون ليبي على أراضيها، داعيا كل المتدخلين في ليبيا إلى المزيد من التنسيق ودعم جهود الأمم المتحدة والمبادرات المتخذة حتى الآن على أرض الواقع، من أجل إرساء قواعد المصالحة الوطنية وبناء المؤسسات في ليبيا، معربا عن أمله في أن ينتهي اجتماع «5+5» إلى قرارات ورسائل قوية في هذا الاتجاه. وكان مزوار قد أجرى مساء أول من أمس بالعاصمة البرتغالية لشبونة مباحثات مع نظيره البرتغالي روي ماشيتي، بحضور كريمة بنيعيش سفيرة المغرب لدى البرتغال. وتناول الجانبان العلاقات الثنائية والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي والوضع في ليبيا وغينيا بيساو، كما تطرقا إلى أفق التعاون ضمن إطار مجموعة «5+5»، التي عقدت اجتماعها الوزاري أمس والتي جرى فيها التداول بشأن محاور أساسية تهم منطقة غرب المتوسط، إضافة إلى سبل تقوية تعاون «5+5». وأشاد مزوار بالدور المتميز الذي تلعبه البرتغال لأجل استقرار منطقة غرب المتوسط، مبديا اعتزاز المغرب بالرئاسة المشتركة لـ«5+5» التي ستؤول إليه إلى جانب البرتغال حتى عام 2016، مؤكدا أن المستوى المتميز للعلاقات الثنائية بين البلدين سيساعد أكثر على تقوية التعاون ضمن إطار مجموعة «5+5»، بما يخدم استقرار المنطقة وتنميتها والاستجابة لانتظارات شعوبها. وأشار الوزير المغربي في هذا الباب إلى رؤية الملك محمد السادس من أجل تكريس التنمية المستدامة والأمن الروحي بأفريقيا، والحرص على استقرار وأمن جنوب المتوسط والتوازن في علاقات شمال - جنوب، بما يتماشى والاستجابة لمتطلبات تنمية أفريقيا واستقرارها الذي يعني استقرار المنطقة ككل. وفي السياق ذاته، شدد مزوار على أن المستوى المتميز للعلاقات المغربية - البرتغالية ينبغي أن يأخذ مداه الطبيعي المتجدد من خلال وضع أولويات محددة مستهدفة للتعاون الاقتصادي أمام الفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين، كي تتجه نحو أفريقيا ضمن إطار تكريس التعاون بين القطاعين العام والخاص على مستوى الاستثمارات بأفريقيا، كما تجسدت من خلال الزيارة الملكية الأخيرة لعدد من الدول الأفريقية. كما عبر صلاح الدين مزوار عن اعتزاز المغرب بالرئاسة المشتركة إلى جانب البرتغال ثم فرنسا للاجتماع الوزاري لـ«5 + 5»، لمدة سنتين، إلى عام 2016، على أن يتولى الرئاسة إلى جانب فرنسا في سنة 2015. وشدد مزوار على أن المغرب سيطرح خلال فترة توليه الرئاسة المشتركة، مبادرات ملموسة وفعالة تهم جميع القضايا الاقتصادية والتنموية في علاقة دول جنوب المتوسط بشماله، استنادا إلى تجربته وخبرته التي راكمها، وأخرى تشمل قضايا الشباب والصحة. وعبر مزوار عن أمله في أن ينجح «5 + 5» في توخي الحوار المسؤول والفعال خدمة للقضايا المطروحة والتحولات المهمة التي تعرفها المنطقة، مؤكدا أن المغرب سيعمل خلال مرحلة رئاسته المشتركة لـ«5 + 5» على خلق الدينامية اللازمة حتى يكون هذا الإطار الجهوي أكثر فعالية وتأثيرا لتحقيق تطلعات شعوب غرب المتوسط في التنمية والديمقراطية والأمن والاستقرار. من جهة أخرى، عبر مزوار لنظيره البرتغالي عن شكر وامتنان المملكة المغربية لدعم البرتغال للمغرب في ترشيحه لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف.، معدا التنسيق بين البلدين على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية والترشيح لعضوية عدد منها، يعد عربون صداقة وثقة دائمة متبادلة بين البلدين. وعقد مزوار لقاء صحافيا أكد خلاله على طموح المغرب في جعل العلاقات الثنائية التي تربطه بالبرتغال غنية ومتجددة، مضيفا أن علاقات الصداقة بين البلدين كانت دائما حاضرة ومؤثرة على مستوى تبني البلدين لرؤية مشتركة لصالح تنمية واستقرار الفضاء المتوسطي، وتفرض تجديدا مستمرا على مستوى التأقلم مع محيطها. ودعا مزوار نظيره البرتغالي إلى تقاسم رؤية المغرب من أجل تنمية واستقرار أفريقيا، مؤكدا أن أفريقيا هي المستقبل، وفي حاجة إلى شركاء قادرين على تبني مبادرات عملية وصادقة.