للمرة الخامسة على التوالي، فشل البرلمان اللبناني أمس، في انتخاب رئيس جديد وذلك قبل 48 ساعة من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان منتصف ليل 24 مايو الحالي، وهو ما يدخل الدولة في مرحلة الفراغ. وشهد جلسة الأمس عدم اكتمال النصاب القانوني لعقدها إذ لم يحضر سوى 73 نائبا، ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رفع الجلسة وإبقاء الجلسات مفتوحة. ويحتاج افتتاح جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى حضور ثلثي عدد النواب البالغ عددهم 128 نائبا أي 86 نائبا على الأقل. وكانت كل التوقعات تشير إلى عدم اكتمال نصاب جلسة أمس بسبب عدم التوصل إلى اتفاق على اسم الرئيس المقبل. وفي تطور لافت، كشف موقع إلكتروني أمس، أن البطريرك الماروني بطرس الراعي يمتلك وثيقتين الأولى موقعة من الأقطاب الموارنة الأربعة وتتضمن تعهدا بتأمين النصاب، والثانية موقعة من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وتتضمن التعهد نفسه. واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت، أن 25 مايو تاريخ مفصلي دستوري وسياسي، معربا عن مخاوفه أن يكون ما بعد هذا التاريخ مختلفا كليا وأن نرى إنجازات المرحة السابقة تسقط. وشدد على ضرورة إيجاد أجندة محلية تؤدي لانتخابات قبل 25 مايو، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم، واتهم من يعطل الانتخاب بأنه يخاطر بانهيار كل ما أنجز. وعبر النائب روبير فاضل، عن أسفه لعدم حصول الانتخاب، معتبرا أن محاولة لبننة الاستحقاق الرئاسي فشلت عمليا بعد فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد. وأضاف: بعد يومين سيخرج الاستحقاق الرئاسي من بين أيدي اللبنانيين، مستغربا عدم التوافق مسيحيا على الموقع المسيحي بامتياز. وقالت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ستريدا جعجع، إن هناك مجموعة لم تؤمن النصاب لأنها تريد رئيسا محددا، وفي نفس الوقت يتحدثون عن الديمقراطية. واعتبرت في مؤتمر صحفي أمس، حديث العماد ميشال عون عن المثالثة ضرب للمناصفة ولاتفاق الطائف وتذكير بمرحلة الوصاية السورية. أما مرشح اللقاء الديمقراطي للرئاسة هنري حلو ، فقد طالب النواب بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية والعمل على انتخاب رئيس في اليومين المتبقيين من المهلة الدستورية. كما شدد النائب هادي حبيش أيضا على ضرورة احترام إرادة الشعب اللبناني، قائلا: لم يوكلنا الشعب بهذه المسؤولية من أجل الوصول إلى الشغور في موقع الرئاسة. ودعا الشعب إلى تحمل مسؤولياته ومحاسبة النواب الذين أعطاهم وكالته.