×
محافظة جازان

هل تقتل التنافسية مؤسسات التعليم العالي. . وكيف ؟

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي هل أتى وزارة الصحة خبر عن هذا العقار؟ وهل تعرف أنه مجاز من هيئة الغذاء والدواء الأميركية منذ عام 2010؟ وأنه متوافر في بعض أسواق الخليج منذ عام 2011؟ هل فسحته هيئة الغذاء والدواء؟ وإن لم تفعل فماذا تنتظر كل هذه الأعوام؟ وهل تنوي «الصحة» توفيره أم ستترك السعوديين عالة على الأسواق الخارجية كأنهم يهرّبون مواد ممنوعة بينما هم يحافظون على صحتهم التي أهملتها وسط انشغالاتها الغامضة العديدة؟ وهل تجهل الوزارة وجود هذا العقار أم أنها تجهل أن نحو 30 في المئة من السعوديين صرعى لمرض «السكري»؟ أعوام وهذا العقار يشغل العالم باستثناء السعودية، التي ربما اعتبرته من عوامل «التغريب» فتجنبت الخوض في شأنه أو الترويج له أو حتى التفاؤل به. ويبدو أن الوزارة و300 استشاري سعودي متخصص في الغدد والسكري لم يسمعوا بهذا العقار إلا حين دعتهم الشركة المصنعة لمؤتمر صحافي في دبي الأسبوع الماضي بحسب ما نشرته صحيفة «الحياة». التهديد الحقيقي للسعودية ليس إيران أو الإرهاب أو الأزمات الاقتصادية، بل هو «السكري»، الذي يحيل حياة السعوديين إلى سلسلة من العذاب ويدمر طاقاتهم التي نستثمر البلايين في تطويرها، سواء عبر الابتعاث أو برامج التدريب والتأهيل، ويهدد باغتيال الفرحة بالمستقبل لأننا لم ننظر إلى دواخلنا لنكتشف مصدر التدمير في وجودنا. «الصحة» التي لا نعرف دورها بالضبط لا تعرف عن «السكري» سوى تقارير عدد زوار العيادات وكأنه حالة إنفلونزا عابرة وليس قاتلاً متسلسلاً يحصد يومياً حياة 36 سعودياً، غير أولئك الذين يحيلهم إلى مراكز غسل الكلى وعيادات العيون والعظام والأنسجة، أو الذين يقعدهم على كراسٍ متحركة. رجل واحد، بحسب ظني، أشغله هذا الداء هو الدكتور خالد الربيعان، أما الوزارة بأكملها فهي تضيّع دمه بين العيادات، وتشتته في أرقامها الإحصائية حتى ليبدو وجوده كذبة كبرى. «الصحة» لم تشعر يوماً بالغيرة على قيمتها ووجودها وحقيقة دورها فتنصلت من «السكري»، حتى إنها لم تخصص له وكالة ضمن وكالاتها المتفشية المعنية بالمباني والتموين. وحين أعادت هيكلة نفسها نثرت إدارات للتوعية الدينية والإسكان ونسيت «السكري»، الذي تقرّ بأنه يصيب أكثر من 30 في المئة من المستفيدين -افتراضاً- من خدماتها. وحين صحصحت «الصحة» أطلقت، العام الماضي، حملة إعلانية باهتة ظريفة ولطيفة «السكري... صحصحله». عقار «فيكتوزا» هو النقلة الكبرى في علاج «السكري» منذ عقود، إذ يكفي المريض أن يأخذ جرعة واحدة يومياً غير مرتبطة بالوجبات، ويساعد في خفض الضغط، والسيطرة على الكوليسترول، وتخفيف الوزن. هو من أكثر الأدوية المبشرة بتطور مهم لمرض تآمرت الشركات على بقائه وثبات وضعه لأنه بيضة ذهبية تدر عليها الربح المضمون، ومع أن هذا العقار لا يقلص أرباح الشركات بل ربما يزيدها، إلا أنه يخفف بعض المعاناة على «السكريين» حتى لا تصبح أجسادهم خرائط مستباحة للإبر. المفارقة الخانقة أن جدلاً يدور حول منافعه في التخسيس، إضافة إلى عقار أقدم هو «بيتا»، بينما المعنيون الأساسيون لا يعرفونه! في السعودية شيئان لا يمكن الجزم بشأنهما أو الاتفاق على حقيقة أرقامهما وتشخيص وضعهما، والصراع لا يدور حول طرق علاجهما بل تبادل التكذيبات عن صحة بياناتهما، وهما: السكري والبطالة. الطريف أنهما أصبحا في عهدة وزير واحد بذل جهداً لافتاً في مسألة البطالة، والمنتظر أن يلتفت إلى السكري ويجعله في رأس أولوياته قبل أن يتساقط الخارجون من دوائر البطالة بطعنات «السكري» الغادرة. إن استمر هذا التراخي فستظهر في «إنستغرام» حسابات توفر «فيكتوزا» لطالبيه، وحينها سيشرح المرضى للأطباء معنى هذا العلاج ومنافعه، ما يلزم «الصحة» أن تنشئ إدارة جديدة اسمها «التوعية العكسية»!