×
محافظة المنطقة الشرقية

استطلاع: 76 في المائة من المصريين يرون أن الوضع الاقتصادي سيء

صورة الخبر

صحيفة مكة - العمل النبيل الذي أقدم عليه الشاب نواف الكناني، (30) عاما المتزوج ولديه طفلة وينتظر مولوده الجديد، تجاه والده عندما قام بالتبرع له بـ 75 % من كبده في سبيل إنهاء معاناته مع المرض طوال سنوات، قل نظيره في هذا الزمن، حيث ضرب هذا الشاب أروع الأمثله في التضحية عندما أقدم على هذه الخطوة طلبا في ذلك غفران الله سبحانه وتعالى ومرضاة والديه. وبدا الكناني سعيدا ومبتهجا بعد نجاح العملية التي أجريت لوالده، إذ كان هدفه إنهاء معاناة والده، حيث يقول: عانى أبي من المرض طوال سنتين وكنت أتألم لألمه، وبعد ذهابه للحج العام الماضي تدهورت صحته وبعد الفحص أكد الأطباء أن حالته متدهورة، حيث يعاني من وجود 13 ورما سرطانيا حول الكبد وتليف تام، وقد بدأ مراحل العلاج بإعطاء جرعات للقضاء على الأورام واستجاب والحمد لله للجرعات وأخبرنا الطبيب أن الكبد منتهية، ولا بد من الزراعة ومن الأفضل أن تكون من أقاربه المقربين أبناء أو اخوة أي أحد من أفراد العائلة. ويضيف الكناني .. لم يكن أمامي شيئا هاما سوى مساعدة والدي، حينها قررت التبرع له، ولم أتردد خاصة أن أخوتي الثلاثة الباقين الكبير يعاني من سمنة والثاني مصاب بفشل كلوي والصغير مريض بالسكر والضغط، وكان لابد من اتخاذ القرار فالوقت يمر وحياة الوالد في خطر. وقال الكناني «لم أفكر أو أتردد لثانية، فهذا والدي وسبب وجودي في هذه الحياة كيف أبخل عليه بروحي، فما بالك بعضو من أعضائي كنت كلما أشاهده يتألم أحس بأن الألم يقطع أحشائي فلو فقدته لن أجد من يعوضني عنه». وأضاف: بدأت الفحوصات والتحاليل التي استغرقت ثلاثة أشهر والتي أثبتت صلاحيتي للتبرع والحمد لله، حيث احتاج الوالد إلى 75 % من كبدي لأن الكبد عنده كانت تالفة كلها، وقد أخبرني الأطباء أن كبدي سوف ترجع بعد شهرين من العملية إلى حجمها الأصلي وأكد الأطباء أن العملية ناجحة والحمد لله وسمحوا لي بالمغادرة للمستشفى، كما أن الوالد سوف يغادر قريبا ولكن الأطباء فضلوا بقاءه تحت الملاحظة فترة أطول لاطمئنان عليه. وعن موقف والده من تبرعه قال نواف رفض رفضا قاطعا في البدايه وقال: عشت حياتي وقد بلغت الستين ولن أعيش حياة أخرى بتعريضك للخطر ولكنني أصريت حتى أن الوالد لجأ إلى الأخصائية الاجتماعية لكي تقنعني بالعدول عن قرار التبرع ولكن الأخصائية أقنعته أنه لا يوجد خطر على حياتي من أجراء العملية كوني شابا في 30، ولا أعاني من أمراض. وأشار نواف إلى أن والده بعد الإفاقة من البنج كان أول شيء سأل عنه قائلا: (هل نواف طيب) وعندما رآني لأول مرة سقطت دموعه من عينه فرحا، وأضاف نواف شعور لا يضاهيه شعور وأنت تري أنك تهدي الحياة لوالدك.