عدن، صنعاء وكالات تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، أمس مطالبين بـ «الاستقلال» عن الشمال، وذلك في الذكرى العشرين لإعلان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض «فك الارتباط» عن صنعاء بعد أربع سنوات من الوحدة الطوعية ما أسفر عن حرب أهلية. وتجمع المتظاهرون الذين أتوا من عدة محافظات جنوبية استجابة لدعوة أطلقها البيض والقيادي الجنوبي حسن باعوم للتجمع في شارع مدرم بحي المعلا. ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة للوحدة اليمنية وأعلام دولة الجنوب السابقة وصوراً للقيادات بحسب شهود عيان. ومن الشعارات التي حملها المتظاهرون «21 مايو 2014 عشرون عاماً من القهر والمقاومة والتضحيات» و «تجاهل المجتمع الدولي لهدف الثورة الجنوبية السلمية سيوفر بيئة حاضنة للإرهاب والعنف» ولا تراجع عن خيار التحرير والاستقلال». كما رددوا هتافات «أقسمنا بالله أقسمنا، صنعاء لا يمكن تحكمنا». وفي سياق منفصل تتواصل المعارك في عمران شمال صنعاء بين الجيش اليمني والحوثيين ولقي خمسة من الجنود اليمنيين حتفهم وأصيب 12 آخرون أمس. ويرتفع بذلك عدد قتلى الاشتباكات المتواصلة منذ الثلاثاء بين صفوف الجيش اليمني إلى 12 قتيلاً، بالإضافة إلى 24 جريحاً. وأوضح مدير أمن عمران محمد طريق أن اشتباكات اندلعت ليل الثلاثاء إثر هجوم مسلحين حوثيين على موقع الجميمة العسكري التابع للواء 310 مدرع -وهو أكبر المواقع العسكرية في المحافظة- في محاولة منهم للسيطرة عليه. وقال طريق: «لا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الوقت الحالي»، مضيفاً «المواجهات ستستمر طالما أن الدولة أصبحت شبه موجودة في المحافظة». وأضاف أن أفراد اللواء 310 في الجميمة قاموا بتمشيط عدد من المواقع في عمران، تمت تصفيتها من الحوثيين، مشيراً إلى سقوط قتلى بين صفوف الحوثيين، من دون تحديد العدد بالتحديد. وعقدت اللجنة الأمنية العليا في المحافظة برئاسة المحافظ محمد حسن دماج ومديري الأمن اجتماعاً الثلاثاء لمناقشة تداعيات الهجوم على الموقع العسكري، خاصة أن الهجوم جاء رغم وعود جماعة الحوثي بالتهدئة. وتزامنت أحداث الأمس مع وصول وكيل الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان للعاصمة صنعاء في زيارة تستغرق عدة أيام، حيث أكد المسؤول الإيراني أن بلاده مهتمة باليمن وتتابع التطورات الجارية فيها. وتواجه طهران اتهامات بدعم الحوثيين منذ عام 2004، وهو العام الذي نشأت فيه الجماعة وخاضت آنذاك 6 حروب مع الجيش، سقط خلالها الآلاف من الجانبين بين قتيل وجريح.