الدمام ياسمين آل محمود طالب استشاري الطب النفسي الأمين العام المساعد لاتحاد النفسيين البروفسور طارق الحبيب، الجهات المعنية بعدم اشتراط الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج، حتى لا تتحول إلى مجرد مناقصات تتسابق عليها المراكز التدريبية دون تحقيق الهدف المنشود. وأضاف أنه لابد من إيجاد مدربين أكفاء، بالإضافة إلى وضع أنظمة وتهيئة المواطنين لمحبة النظام وليس التعامل مع المهارات الزوجية كعبء أو إجراء روتيني تقليدي، مؤكدا أن الأمر سيفشل في حال الاعتماد على مدرب غير حاذق أو إذا اعتمدت في أساسها على دورات انفعالية أو كلام عام. وذلك بعد صدور قرار من مجلس الوزراء يقضي بإقامة دورات تدريبية للمقبلين على الزواج، لتساعدهم في تخطي العقبات والتعامل مع المشكلات وتكوين أسر متماسكة، وستكون اختيارية وبعد 3 سنوات سيتم دراسة النتائج وتقييمها والبت في تطبيقها بشكل إلزامي. زواج زمان وقال الحبيب إنه من الخطأ ترديد مقولة إن الزواجات في السابق كانت أنجح. فبالرغم من نسب الطلاق المفزعة مؤخرا إلا أن مقولة ( زواج زمان أنجح) تحتاج إلى دليل وإثبات وإحصاءات تقييمية، فالزوجة في السابق لم يكن لها حرية الاختيار وخيارها الوحيد عند الاختلاف مع الزوج البقاء أو انتظار القبر، واستمرار الزواج في الماضي لا يعد دليلا على النجاح أو التوافق أو السعادة، وأرجع تلك الفكرة إلى ثقافة (التحسر على الماضي) وعدم الوعي بالتعامل مع الحداثة والتطور والراحة في بعض الأحيان، مضيفا أنه يجب على الفرد إتقان التعامل مع الراحة وليس تمني التعب والرجوع إلى الماضي. أسباب الخلافات وبين الحبيب أن من أبرز أسباب الخلافات الزوجية التي تدفع طرفيها للذهاب إلى العيادة اعتماد نظرية (كيف انتصر على الآخر)، مرجعا ذلك إلى خلل اجتماعي في طريقة التفكير، ففي حال بناء الزواج على بنية معوجة حتما سيتعرض إلى مشكلات وتصدعات أسري ، مبينا أنه من السهل بناء الذات عن طريق دورات متعددة ومتنوعة ومنها إدارة الغضب وحل المشكلات، فهم الشخصيات. واستبعد الحبيب أن تكون بعض العادات والتقاليد كمنع النظرة الشرعية سببا في وقوع الخلاف أو عدم الانسجام بعد الزواج، موضحا أن تأهيل الزوج والزوجة هو الأساس والتركيز على مهارة استكشاف الطرف الآخرواختيار شريك الحياة، منوها أن هناك زيجات طرفاها متحابان، ولكنهما يتعرضان لمشكلات لعدم فهمهم كيفية إدارة الحياة، مما يتسبب في تحول الحياة إلى عذاب. 16280 شاباً وفتاة من جهته، أوضح المتحدث باسم جمعية وئام الخيرية عبدالرحمن الخضير أن الإدارة عقدت 53 برنامجا تدريبيا للمقبلين على الزواج وبلغ عدد المستفيدين منها 16280 شابا وفتاة من بينهم متزوجون. وأضاف أن الدورات قائمة على جوانب نفسية وصحية وشرعية وتربوية واقتصادية، وأشار أن أبرز المفاهيم الغائبة عن الأطراف هي مفهوم التوافق النفسي، ومفهوم المسؤولية، وتقدير الآخر للعلاقات الاجتماعية في دوائرها المختلفة، ومفاهيم الخلاف الزوجي وحل المشكلات.وصرح المتحدث باسم وزارة الشؤون الاجتماعية خالد الثبيتي، أن الوزارة تعكف حاليا على إعداد حقائب التدريب الخاصة بتأهيل المقبلات والمقبلين على الزواج، مشيرا إلى أن القائمين عليها من مختلف التخصصات «حقوقيون شرعيون، اختصاصيو اجتماع» ، وعن وقت البدء اكتفى الثبيتي بـ»قريبا»، منوها إلى أنه سيتم الانطلاق بعد الانتهاء من عملية التنظيم.