كنا نحلم بوحدة عربية وأمة عربية قوية بل وطن عربي كبير آمن ومزدهر، وإذا بنا ننخدع بربيع عربي في شكله خريف في جوهره تتساقط حكوماته وتتطاحن شعوبه ويحصد الطرف الطرف الآخر وتتهاوى مؤسساته العسكرية وتضعف مقدرات بلداننا وتتدمر بنياته التحتية وتعود عجلة التنمية إلى الوراء ويتحول البناء والتطوير إلى هدم وتدمير .. فها هي فلسطين قضيتنا الأولى نعيش معها منذ أكثر من 50 عاما في سلام اللاسلام .. وها هو لبنان منذ أكثر من 30 عاما وهو يغرق في بحر من الدماء والانفجارات والاغتيالات المتعاقبة نتيجة النزاعات والخلافات الطائفية وتغذيها وتتجاذبها التدخلات الأجنبية.. وها هو العراق الذي يضرب بجيشه المثل في القوة والعدة والعتاد يترنح بعد أن استنزفته الحروب مع جيرانه ومع نفسه منذ أكثر من 10 سنوات وراح ضحية ذلك الملايين من الأبرياء.. وها هو اليمن الذي أصبح مسرحا للاختطاف والاقتتال القبلي والطائفي وملاذا آمنا للقاعدة وتفريخ قياداتها.. والصومال الذي بات مركزا متخصصا للخطف والقرصنة البحرية.. ناهيك عن السودان سلة الغذاء العالمي الذي منذ عشرات السنين تتلاقفه القوى الخارجية وتصنع منه بلدا مقسما فقيرا يعيش في دوامة من الضياع والشتات.. وانظر إلى ليبيا والذي صفقنا كثيرا لزوال الدكتاتور الطاغية القذافي لم ينعم بعد بالاستقرار والبناء المأمول.. وتونس التي سعدنا أنها أقل دولة تعرضت لخسائر بشرية نتيجة التغيير والتحول السياسي إلا أنها لم تستقر بعد حيث تتجاذبها الأطراف المعارضة نتيجة هيمنة حزب النهضة وعدم تقديمه لتنازلات جوهرية للأحزاب الأخرى.. والحال أيضا في مصر الشقيقة منذ أكثر من سنتين وهو يعيش في مخاض عصيب نأمل أن يخرج منه بأقل الخسائر.. وأخيرا سوريا وما أدراك ما سوريا بلد المائة ألف قتيل وملايين المشردين والذي لم يتورع الأسد بعد هذا كله من رش شعبه بالكيماوي. ترى متى يتغلب صوت العقل والحكمة؟ متى تتوقف بذور الفتنة والدسائس؟ متى نحصن ونحمي أنفسنا من التدخلات والمصالح الأجنبية؟ متى نقف جبهة واحدة ضد الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة؟ متى نضمد جراح الجسد العربي المنهك؟ نقول نعم وألف نعم للإصلاح والتغيير من أجل التنمية والتطوير ولا وألف لا للفرقة والإرهاب والقتل والتدمير وإضعاف مقومات ومقدرات الأمة العربية لصالح عدوها الصهيوني اللدود.. وأخيرا أقولها بكل حرقة وألم.. وا أسفاه.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.