عاد الأمريكي «جيفيري فولتمان» لطهران؛ للتفاوض حول الأحداث في سوريا ومصر ولبنان وفقاً للرواية الرسميّة الإيرانيّة. ولا يُخفى على أحد حجم التدخل الإيراني في كل من سوريا ولبنان، ولكن ما علاقة الأحداث المصريّة بالمفاوضات الأمريكيّة الإيرانيّة! لا شكّ أن الإعلان الإيراني يؤكد عدم براءة طهران ممّا تشهده مصر من اضطرابات داخليّة. والاعتراف الضمني بنشر طهران الفتن الطائفيّة في المنطقة، يؤكده تلويح المصادر الإيرانيّة بامتلاك روحاني مفتاح حلّ الأزمات الطائفيّة الإقليميّة! ورغم إطلاق إيران تسمية الشيطان الأكبر على أمريكا منذ بداية عهد الخميني، إلا أن مواقف واشنطن وطهران المتذبذبة إزاء عزل مرسي من سدّة الرئاسة بواسطة الجيش، ربّما تؤكّد مدى التلاقي والتشابه بين الشياطين. وما من شك أن الملف النووي الإيراني سيحتل حيّزاً كبيراً في مفاوضات فولتمان ووزير الخارجيّة الإيراني ظريف. وتفيد المصادر أن زيارة السلطان قابوس والوفد -رفيع المستوى- المرافق له لطهران بالتزامن مع زيارة فولتمان، لا تخرج عن إطار الوساطة فيما بين طهران، وواشنطن ولندن وبحث إمكانيّة خفض إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة تقل عن 20% مقابل رفع الحصار المالي عن طهران وإنعاش الاقتصاد الإيراني المتهاوي. ومجرّد الحضور الأمريكي لدى روحاني في طهران يُعد دعماً لحكومته لمواصلة تدخلاتها الإقليميّة، وقد لا تخلو الصفقة من التفاهم الضمني حول مستقبل سوريا وبشّار بعد الإعلان عن الضربات العسكريّة الأمريكيّة ضد الترسانة العسكريّة السورية.