كشف أسعد مصطفى وزير الدفاع السوري السابق في الائتلاف الوطني السوري في حوار مع «الرياض»أن استقالته جاءت بناء على الإمكانيات الضعيفة لوزارة الدفاع التي أصبحت مشلولة - على حد وصفه – وبأنها لا تملك السلاح والمال لإمداد الجيش الحر في الميدان فالمتطلبات كبيرة والناس تتجه في لومها إلى وزير الدفاع الذي ليس بيده تقديم السلاح والمال اللازم لحياتهم ونفقاتهم مشيرا بأن الضغوطات والشتائم التي تأتيه من الميدان من قبل عناصر الكتائب كانت سببا في تقديمه لاستقالته نافيا وجود أي خلافات مع أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري. فإلى نص الحوار: الجربا لم يهمشني وعلاقتي به جيدة والتنسيق بيننا متوفر * فاجأت الأوساط السياسية بإعلانك لاستقالتك رغم الأشهر القليلة التي قضيتها في وزارة الدفاع ما الأسباب التي دعتك إلى ذلك؟ - قدمت استقالتي نظرا لأن امكانيات وزارة الدفاع "صفر" فلم يقدم لنا طوال الأشهر الأربعة الماضية أي دعم يذكر فالمتطلبات كبيرة والناس تتجه في لومها إلى وزير الدفاع الذي ليس بيده تقديم السلاح والمال اللازم لحياتهم ونفقاتهم وخلال الفترة الماضية مرت علي أوقات كدت أنفجر فيها وقد واجهت حرجا شديدا أمام الكتائب المقاتلة في الميدان التي لا تصدق أن وزارة الدفاع امكانياتها ضعيفة وهي بالأصل مشلولة. الكتائب المقاتلة لا تصدق قلة إمكانياتنا والدعم متوقف منذ أربعة أشهر إن سورية الآن تدمر بشكل كامل من خلال الصواريخ والأسلحة الكيميائية والدول الغربية للأسف الشديد يمنعون وصول الأسلحة التي باستطاعتها إيقاف آلة القتل ولم يسمحوا لأشقائنا بتقديم السلاح لنصبح بين نيران جيش بشار وإيران وحزب الشيطان والكتيبات العراقية وداعش والتنظيمات الأخرى فالنظام يقوم بضربنا من الأمام والتنظيمات من الخلف. كانت هناك إمكانية لتوحيد الكتائب على الأرض وفي إطار الجيش الحر ليكونوا تحت سيطرتنا ونبعدهم عن تيار الارهاب بأن يتغلغل في صفوفهم لأنه خطر على الثورة ولكن الذي يحدث على الأرض بأننا لا نعرف من نقاتل. * هل برأيك أن الاستقالة هي حل يصب في صالح دعم الائتلاف والجيش الحر؟ - برأيك ما هو الحل.. فإذا كنت أخي أحمد في موقعي كوزير للدفاع ماذا تفعل.. أنا لم أستطع الصبر. فهاتفي الخليوي أتلقى من خلاله يوميا رسائل الشتم واللوم من الكتائب الذين هم على حق. فخلال الأربعة أشهر الماضية التي قضيتها في الوزارة لم أستطع أن أقدم إلا 50 ألف دولار أخذتها من الائتلاف وأعطيتها لكتيبتين. وأنا عملت 10 سنوات كوزير سابق بعهد حافظ الأسد ومحافظ سبع سنوات والناس يعرفونني جيدا وعندما أتيت استبشر بي الناس وقالوا سيجلب معه السلاح والأموال إلا أن الواقع كان غير ذلك في ظل عدم وجود الدعم. * ما تعليقك على الأنباء التي تشير إلى أن تهميش أحمد الجربا لشخصكم في زيارته إلى واشنطن كانت السبب الرئيس في تقديمك إلى الاستقالة؟ - هذا كذب وادعاء باطل. فأحمد الجربا أخي وعلاقتي معه طيبة وعندما ذهب إلى واشنطن نسقت معه واتفقنا على أن يذهب معه رئيس الأركان الجديد. ولو طلبت الذهاب لسافرت إلى هناك لكنني لم أرغب. وللأسف الشديد هناك أناس يضعون الاستقالة في سياق صغير. * في ظل ضعف الإمكانات ما مدى قدرة الجيش الحر على المضي في حربه ضد الأسد وأعوانه؟ - الجيش الحر في الداخل لا يمكن أن يهزم. صحيح ان المعركة تطول لأن الذي يقاتل هم أفراد من الشعب السوري وعند تأمين السلاح النوعي والتقليدي حتما سيسقط النظام خلال شهر واحد وإذا لم يؤمن ستطول المعركة وسيتضاعف أعداد الشهداء. للنظام السوري ثلاثة جسور تغذيه. الأول عسكري ويتمثل بالسلاح وهو من روسيا وإيران، والثاني جسر للصفقات مع روسيا يتمثل في 29 طائرة سيستلم 9 طائرات منها هذا العام، والثالث جسر من المقاتلين بالإمداد من مليشيات حزب الله. كل هذا يأتي مع دعم مالي من طهران ومن حكومة المالكي يبلغ 14.5مليار دولار. أما الجيش الحر فليس لديه في الداخل إلا المساعدات العسكرية التي تأتينا من السعودية التي تتحمل العبء الأكبر في السلاح والأموال ومن ثم قطر والإمارات وتركيا ورغم ذلك إلا أن هذا الدعم لا يكفي فنحن بحاجة إلى سلاح نوعي لنواجه به قصف الطائرات والبراميل والصواريخ والسلاح الكيميائي. مثلاً: حمص تم تدمير 90% منها وقد كانت محاصرة 700 يوم فكنا نريد أن نعمل خطة لفك الحصار لكن لم يكن لدينا أي أدوات. لذا أريد أن بعث برسالة لأصدقائنا الغربيين للتأكيد على أننا حلفاؤهم. أنا كمسؤول سابق كنت ولازلت أريد التحالف مع الولايات المتحدة. نحن بعد سقوط النظام لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتعاون مع إيران وروسيا والصين. هؤلاء هم أعداؤنا وأعداء الشعب السوري وأعداء الولايات المتحدة. لقد سيطرت داعش على الرقة، وهذا مؤسف. أقسم أن الجيش الحر باستطاعته تحرير المدينة في أسبوع لو توفر السلاح.