×
محافظة المنطقة الشرقية

طفلة في الستين

صورة الخبر

توقع السفير المصري عادل الألفي قنصل عام جمهورية مصر العربية في جدة أن يصل عدد المصوتين في انتخابات الرئاسة المصرية إلى 80 ألف مقترع بالمملكة موزعين على مقري لجنة الانتخابات بمبنى السفارة بالعاصمة الرياض، وفي مقر القنصلية العامة بمدينة جدة، حيث استمر حضور المواطنين المصريين أمس في آخر أيام التصويت لاختيار رئيسهم القادم في أول انتخابات رئاسية والتي ستجرى في الداخل يومي 26/27 من الشهر الحالي بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، «المدينة» التقت المصريين في مقر اللجنة الانتخابية، وسألتهم عن المرشح الذي أعطوه صوتهم وعن الأسباب خلف ذلك، وكيف يرون مستقبل مصر بعد فترة طويلة من الاضطراب منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، يقول أحمد صديق - محاسب- أنه أعطى صوته للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي ليس لشخصه، بل بحثًا عن الاستقرار لمصر، لأن المشير السابق ذو الخلفية العسكرية هو الأجدر بتحقيق الأمن، ويتابع بأنه أعطى صوته لمرشح الإخوان الرئيس المعزول محمد مرسي في انتخابات الرئاسة العام 2012، أملًا في حكم إسلامي لمصر لكنه لم ينجح في إدارة البلاد، وقادها إلى عدم الاستقرار. أما محمد حسن محمد - سائق خاص- جاء من مدينة أبها (أكثر من 700 كلم جنوب جدة) إلى مقر القنصلية في جدة متحملًا المشاق للمشاركة في الانتخابات، فقد أعطى أيضًا صوته للسيسي لأنه أنقذ المصريين من جماعة الإخوان، ولأنه قائد قوي ينتمي للمؤسسة العسكرية، يقول: «مصر يجب أن تحكم من قبل الجيش، لأن الأمن أهم شيء»، مؤكدًا أن المصريين جميعًا خدموا في الجيش، ويوضح بأنه لم يشارك في الاستحقاقات الانتخابية السابقة، شارحًا أن ما أثير من أنباء في وقت سابق عن احتمال فرض ضرائب على المصريين العاملين في الخارج لا يقلقه وأنه على استعداد لدفع ضرائب إذا كانت لا تستنزف جيبه. من جانبه عبدالرحمن محمد - معلم في مدارس السلامة- قال بعد تردد: «أنا سأنتخب السيسي لأنه الأصلح لحكم مصر في الفترة الحالية، فنحن نحتاج للأمن والاستقرار»، وأضاف بأنه صوت بـ «نعم» للدستور، وأن البلد في مرحلة انتقالية تحتاج للهدوء، وتمنى أن يجد الفقير رغيف العيش، وأشار إلى أن برنامج السيسي وبالرغم من عدم وضوحه إلا أنه أفضل من برنامج المرشح الرئاسي حمدين صباحي، وأشار إلى أنه ليس ضد فرض الضرائب على المغتربين بشرط تلقى خدمات جيدة مقابلها. ومن المفارقات أنه وفي الانتخابات الرئاسية العام 2012 انتخب عبدالفتاح مبارك حمدين صباحي إلا أنه هذه المرة أعطى صوته للمشير يقول: «انتخبت السيسي طبعًا لأنني أبحث عن الأمن والاستقرار وهو رجل المرحلة، وهو الأقدر على مراعاة مصالح الشعب»، ويتابع: «استمعت لبرامج الطرفين، واختياري عن قناعة». وفيما يخص مستقبل جماعة الإخوان المسلمين يرى يسري جابر رضوان - مشرف في توسعة الحرم المكي- والذي أعطى صوته للسيسي أن ذلك مرهون بابتعادهم عن إيذاء المصريين واستعمالهم العنف كوسيلة للوصول إلى مآربهم. ويعزو بهاء الدين أحمد جاد - مدرس- انتخابه السيسي لأنه الأقدر على التعبير عن هموم الوطن والمواطن، لأن من يحترم وطنه سيحترم مواطنه حسب تعبيره، مؤكدًا أن قوة السيسي تنبع من عدم ارتهانه لأجندة خارجية، ولأنه مدفوع بإرادة شعبية، وأبدى ندمه على إعطاء صوته للرئيس المعزول مرسي في الانتخابات السابقة مبررًا ذلك بخيبة أمله فيه بعد أحلام بقدرته على النهوض بمصر، وأشار إلى أنه يرفض مبدأ المصالحة مع الإخوان فلا مصالحة مع الدم حسب قوله، ودعا الرئيس القادم للتقارب مع العرب أكثر، والشعب المصري إلى التضحية لإخراج مصر من أزمتها ولو اضطر للتقشف في معيشته قليلًا. من جانبه لم ينتظر أحمد اللقاني مدير مالي ويعيش في المملكة منذ 11 عامًا البرامج الانتخابية للمرشحين يقول: «حسمت قراري بانتخاب المشير قبل أي برامج انتخابية ويستدرك: «لكن ليس معنى ذلك أنى لم أتابع برنامج حمدين صباحي الذي أراه مقتبسًا من مشروع النهضة الذي لا يعود للإخوان أو مرسي لكنه من إنجازات عهد الرئيس عبدالناصر. وتمتدح دكتورة داليا الصافي المرشح الرئاسي صباحي وتصفه بالشخصية «الكويسة»، لكن وبحسب قولها فإن مصر تحتاج حاليًا لشخص حازم ومحبوب شعبيًا، وهو ما يتوفر في السيسي الذي أعطته صوتها، وتستغرب رفض البعض لحكم العسكر (الجيش) وتقول: «أنا لا أرى أي مشكلة في حكم رئيس ذو خلفية عسكرية فليس معنى أن رئيس عسكري سابق قد أخطأ فإن السيسي حتمًا سيخطأ، وتؤكد أن مصر الآن محتاجة بعد سنوات من الهرج والمرج للحزم، فما الفائدة أن يكون الرئيس مدني ولا يستطيع حكم البلد، وتشير إلى أنها وبالرغم من عدم تصويتها في 2012 بالانتخابات الرئاسية إلا أنها وزوجها كانا من «حزب الليمون» وكانوا يرغبون في جولة الإعادة بانتخاب مرسي كرئيس مدني، إلا أنه ثبت فشله في إدارة مقاليد مصر. قال السفير المصري عادل الألفي قنصل عام جمهورية مصر العربية في جدة بأن أعداد المشاركين في عملية التصويت كان من المتوقع أن تكون كبيرة لكن كثافة المشاركة فاقت كل التوقعات، مشيرًا إلى أنه وفي يوم واحد فقط أول أيام الانتخابات صوت أكثر من 8 آلاف مواطن وهو ما يقترب من عدد المصوتين على الاستفتاء على الدستور في يناير الماضي والذين لم يتجاوز عددهم الأحد عشر ألف، مضيفًا أن عدد المصوتين مع انتهاء يوم أول أمس الأحد وصل إلى 34 ألف شخص، ومن المتوقع أن يصل عدد المصوتين إلى 80 ألف شخص في المملكة في كل من الرياض وجدة مع انتهاء عملية الاقتراع. وأضاف السفير الألفي أن النتيجة العددية للفرز والتي كان من المتوقع الانتهاء منها ليلة أمس لا تعتبر نهائية وسيتم الإعلان عن النتيجة النهائية من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بعد فرز جميع اللجان الرئيسة والفرعية في مصر، وأوضح السفير الألفي أن اللجنة العليا للانتخابات قدمت تسهيلات كبيرة للمواطنين بعدم اشتراطها التسجيل المسبق في مبني السفارة أو القنصلية للإدلاء بالصوت فيها، واكتفت بأن يكون الناخب مقيدًا في الجداول الانتخابية في مصر، وهذا ما ساهم في زيادة عدد الناخبين، فيما قدمت القنصلية من جانبها تسهيلات تقنية ساهمت في تقليص فترة الاقتراع باستخدام القارئات الإلكترونية الباركود لجواز السفر وبطاقة الرقم القومي. وشكر السفير السلطات في المملكة، معبرًا عن انبهاره من التسهيلات التي قدمتها ممثلة بوزارتي الخارجية والداخلية، وعبر عن تقديره للأمن الدبلوماسي الذي لم يكن يقوم بمهامه المنوطة به فقط، بل أظهر أفراده حبهم للشعب المصري هم والأهالي السعوديين القاطنين حول مبنى القنصلية، حيث شاركوا المصريين فرحتهم بالانتخابات. المزيد من الصور :