خصصت بعض البرامج التلفزيونية جل اهتمامها في التهكم والسخرية من كل ما يتعلق بالوسط الرياضي ومنسوبيه والبنى التحتية وتصوير الرياضة المحلية على انها بؤر للتخلف والرجعية ينهش الفساد في اروقتها. بل وعزفت تلك البرامج على مطالب الجمهور ودغدغة مشاعره بطرح مقارنات غير منطقية بين الواقع الرياضي وبين ما يتصوره دعاة الاثارة السخيفة. ولم تدع تلك البرامج ومن يقوم عليها مسئولا او منسوباً إلا وشككت في قدراته وعمله مما هز ثقة الشارع الرياضي في كل من يعمل بالوسط الرياضي نتيجة ما تحقنه تلك القنوات من معلومات مغلوطة في فضاء الاعلام. ويتصور من يتابع تلك البرامج ذات الطرح الساذج ان الملاعب الرياضية والأندية كيانات مهلهلة ينخر فيها الخراب ولا يمكن تطورها او تقدمها نتيجة العقلية السعودية التي تصورها تلك البرامج بالمنغلقة والبالية. وفي موازاة ذلك تحتقر تلك البرامج كل من ينتقدها او يعارض توجهها المؤجج لمشاعر الرياضيين سواء عن طريق التهكم او السخرية او محاولة اشعال الخلاف بين الاندية المتنافسة وصب زيت الفتنة على نار التعصب المتقدة اصلاً. ولم تتوقف تلك البرامج عند حد معين بل تحاول التغلغل في اورقة المؤسسات الرياضية لتركز على مستصغر الامور ومحاولة تضخيمها باسلوب تافه لايمت للمهنية بصلة. وتجاهلت عمداً اهمية استشعار مسؤولية النشر والبث والرقابة الذاتية على محتوى مات طرح بل وتحولت الى ساحات عراك لفظي يفضي الى مزيداً من سوداوية الصورة. وتجد تلك البرامج ومن يقوم عليها في دول الخليج نموذجاً يحتذى في التطور الرياضي لكنها لا ترى في الرياضة المحلية إلا الفشل والمحسوبية والفساد ! ومن اغرب المواقف التي دأبت عليها تلك البرامج هو البحث عن قضايا وهمية وتصوير المشجعين على انهم مجموعات همجية يدخلون الملاعب فاقدي الوعي او مدججين بالأسلحة فيما ركزت معظم بحثها عند الاعداد في مراجعة ما ينشر على اليوتيوب لعلها تجد ما تمرره على الشارع الرياضي ليدعم موقفها المتجهم ضد كل رياضة الوطن. إن الانتقاد البناء وليس الهادم مطلب ملح للتقويم والاستدراك لكن المبالغة في تصوير الواقع يشوه الصورة العامة بشكل لا يعكس الواقع. وفي رياضتنا المحلية مؤسسات عملاقة وأندية كبيرة وعريقة وجماهير عاشقة ومثقفة ومنشآت عديدة ومشاريع مستقبلية منتظرة وتطور مستمر على كافة المستويات واهتمام ملحوظ من المسئولين عن الرياضية ومعالجة حقيقة لدوافع الاخفاقات وتغيير مرحلة في الانظمة والاحتراف والنقل التلفزيوني وخطوات متتابعة للنهوض بكافة المجالات الرياضية وهذا لا يعني غياب الاخطاء لكنها ليست كوارث صادمة كما يصور من جبل على السخرية كمبدأ والتحقير كمنهج وكأنه يعبر عن غل دفين تجاه الوطن ومنجزاته ورياضته وشبابه. إن المنتخب السعودي والاتحادات الرياضية والأندية الممتازة وأندية الدرجة الاولى والثانية والجماهير والصحافة والتلفزيون السعودي تعتبر من أهم واثمن مكونات الجسد الرياضي ومن يعادي تلك الجهات والشخوص ويعمل ليل نهار على التقليل منها القدح في اعمالها ما هو إلا حاقد او جاهل او مريض بعقدة النقص .