أي حديث عن التعليم في بلادنا هو من باب توضيح الواضحات.. لا أحد يستطيع الإتيان بشيء جديد.. العلة واضحة، والخلل واضح، منذ سنوات طويلة ونحن نردد نفس الكلام.. وبالتالي نفس المقالات يعاد نشرها.. نفس البرامج والندوات والدراسات والتحقيقات الصحفية يتم إعادة تقديمها.. نفس الوفود تجوب العالم.. نفس الاجتماعات والتجارب واللجان والتوصيات.. نفس ورش العمل والمحاضر واللقاءات والتوصيات والتصريحات والوعود.. هدر في الوقت والجهد والمال والطموحات والأحلام، دون نتيجة تستحق الذكر.. دوران في حلقة مفرغة.. كما يقول الشاعر الشعبي: "مابه جديد وكل ما قيل ينعاد .. نفس الكلام اللي نقوله نعيده"! يوم أمس، تناقلت الصحف والمواقع خبر موافقة الملك ـ أطال الله عمره ـ على برنامج عمل لتحقيق أهداف "مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام في المملكة" مدته خمس سنوات، بتكلفة تزيد على 80 مليار ريال، غير ما يتم تخصيصه سنويا للوزارة.. لن أقول شيئا؛ كي لا أقع في فخ التكرار!. التعليم العام شأن يتعلق بكل بيت في السعودية.. أمامي هذه اللحظة ابني الصغير "محمد" ذو السنوات الثلاث، مؤكد أنني أحلم له بمستقبل باهر يفوق قرينه ألكسندر السنغافوري، وكيم الكوري الجنوبي، وبيكا الفنلندي.. لكن ذلك لن يتحقق دون وجود منهج، ومعلم، وبيئة تعليمية وتربوية في رفحاء، كتلك الموجودة في سنغافورة وهلسنكي وسول.. هناك حيث أفضل البيئات التعليمية في العالم اليوم.. من حقنا أن نحلم بمستقبل مشرق لأبنائنا، وباستطاعتنا تحقيق أحلامنا. أمامنا أهم خمس سنوات في تاريخ التعليم في بلادنا.. ستمر سريعا، ينبغي أن نرفع عبارة "نكون أو لا نكون".. لدينا دولة تنفق على التعليم بسخاء قلّ نظيره في العالم.. ولدينا وزير تربية وتعليم جاد وعملي، يمتلك الهمة، ولا يرضى سوى القمة.. ولدينا جميعا الإرادة والرغبة ونعشق التحدي.. وأمامنا خمس سنوات.. "نكون أو..لا نكون".