أصبح المنتدى الإعلامي السنوي الذي ينظمه نادي الصحافة بدبي هو التجمع الإعلامي الأبرز والمستقر عربيا ولكل مهتم بحراك الإعلام العربي الذي تقدمه وتستضيفه إمارة الإعلام دبي. ثلاث عشرة دورة - سنة - الآن في عمر المحفل الإعلامي الأشمل، بالنسبة لى شخصيا تمثل هذه السنوات عمرا خاصا ايضا، هي السنوات التى قضيتها في دبي، وقد حضرت دوراته وزخمه المتطور، المنتدى يسبق وجود مدينة حرة للإعلام. نادي دبي للصحافة هو الجهد الاول الذي نقل دبي لواجهة الإعلام، قبل أن تصبح الإمارة حاضنة لهذه الصناعة الإعلامية بمختلف مجالاتها وتخصصاتها ووسائطه، إضافة للقطاعات المرتبطة بها وفي مقدمتها صناعة الإعلان الضخمة. اليوم أصبحت دبي هي المدينة الأشمل في جمع المؤسسات الإعلامية العربية، وغيرالعربية، الإقليمية والدولية، وهذا الاستقطاب رفع حصة السوق الإماراتي من مجمل سوق الإعلان العربي ليقفز للمركزالاول متفوقا على أسواق كبرى مثل السعودية ومصر. من تجربة دبي نتعلم الكثير مع بعض الغيرة -غيرة محبة طبعا- ولنا في سيرة نادي دبي للصحافة بعض من القدوة، والحقيقة أنك لا تملك الا أن نرفع القبعة تقديرا لاستمرارية النجاح والتفوق لذلك النادى الذي ابتدأ فكرة محلية صغيرة قبل أن يصبح خلف أهم محفل إعلامي بالمنطقة العربية. وفيما يسجل الإعلاميون السعوديون حضوراً مستمرا في فعالياته لسنوات، نترقب فشل الكثير من المبادرات الإعلامية المحلية في خلق فعاليات أونشاطات تجمع الاعلام المحلي، وتجذب الإقليمي والخارجي لنقل رسالة واقعية عن الوطن ومشاريعه الكبرى، والحقيقة ان لدينا اليوم ما يمكن أن نقدمه للإعلام ليستوعب ما ينفق من ثروة للبناء والتنمية، من المترو الى جامعة الملك عبدالله، جامعة نورة، المركز المالي، المطارات، المدن الرياضية ومشروع الملك عبدالعزيز الثقافي، وغيرها من مجهودات تطوير فرص العمل والإسكان، مجهودات تستحق أن تقدم بشكل لائق يتفوق على أساليب نشر ثقافة الإحباط، وتركيز العدسة على بعض السلبيات، وبث الإشاعات لاستغلال الرأي العام وإفساده. لا شك ان هناك بعض القصور، لكن هناك أيضاً ما يفوقها من إنجاز وإيجابيات يفترض نشرها وتسويقها لنقل الطاقة من السالبة للإيجاب. وأول هذا القصور في الإعلام نفسه الذي عجزت مؤسساته المدنية وأعني تحديدا هيئة الصحفيين السعوديين عن تقديم أي فعالية او تطوير وتأهيل خدمة للمهنة وللمجتمع الإعلامي السعودي رغم أن كل أعضاء الهيئة، والقيادات الإعلامية ورؤساء التحرير والكتاب تقريبا - ضيوف شبه دائمين على منتدى الإعلام العربي طوال السنوات المنصرمة. اليوم تحديدا ينطلق المنتدى تحت شعار «مستقبل الإعلام.. يبدأ اليوم».. وكل يوم فى ظل تطورات تقنية لا تنتهي وتتنافس بشكل سريع ومبهر. يتجاوز الاعلام التقليدي ومؤسساته الكلاسيكية العاجزة عن التطور وبالتالي التأثير..