رفضت الحكومة الأفغانية إرسال السلطات الإيرانية للاجئين أفغان يقيمون على أراضيها للقتال في سورية إلى جانب نظام الأسد، مقابل مرتبات شهرية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأفغانية إسلام الدين جرأت: "إنه لا يحق لأي دولة استغلال معاناة اللاجئين الأفغان وإرسالهم إلى الحرب في أي بلد، مشيراً إلى أن ذلك يخالف كافة القوانين الدولية وحق الجوار". وأضاف أن حكومة بلاده تلقت معلومات حول إرسال إيران لأعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان الذين يقيمون على أراضيها للقتال في سورية، وأكد أنه إذا ما تم الحصول على وثائق وأدلة حول هذا الموضوع وأثبت صحته، فإن أفغانستان ستتخذ الإجراءات اللازمة أمام المنظمات الدولية وأمام مجلس الأمن ضد إيران. وكانت تقارير إخبارية قد ذكرت مؤخراً نقلاً عن مسؤولين أفغان وغربيين، أن إيران تمنح مكافآت مالية بقيمة 500 دولار شهرياً، وإصدار ترخيص بالإقامة في إيران لكل لاجئ أفغاني يوافق على الذهاب للقتال في سورية. كما أكدت صحيفة "إطلاعات روز" الأفغانية في عددها الصادر أمس نفس المعلومات. وأوردت الصحيفة نقلاً عن المتحدث باسم وزارة المهاجرين والعائدين الأفغانية قوله: "إن العديد من المواطنين الأفغان يهاجرون إلى دول الجوار، حفاظاً على حياتهم، ولكن هذا لا يمنح هذه الدول الحق في استغلال ضعف أحوالهم وفقرهم لإرسالهم إلى مناطق الحروب"، مؤكداً أنه إذا ما تم إثبات صحة هذا الأمر، فإن الحكومة الأفغانية سترفع شكوى إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحـدة، كما ستقدم شكوى مماثلة إلى مجلس الأمن الدولي. وتعتبر إيران من أكثر الدول التي تستقبل اللاجئين الأفغان، ووفقاً لتقارير الداخلية الإيرانية وإحصائيات مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، فإن ما يقارب مليونين و400 ألف لاجئ أفغاني دخلوا إيران هرباً من القتال الدائر في بلادهم. وكانت تقارير صحفية قد أشارت مؤخراً إلى أن الحكومة الإيرانية اتجهت إلى تجنيد اللاجئين الأفغان للقتال إلى جانب النظام السوري لتعويض النقص في عدد مقاتلي حزب الله اللبناني، بعد أن أبدت كثير من العائلات رفضها إرسال أبنائها للقتال في سورية، بعد تزايد عدد القتلى والجرحى والأسرى، مما هدد باندلاع ثورة ضد قيادة الحزب الطائفي. وكانت طهران قد عمدت منذ بداية الأزمة السورية إلى الاستعانة بمقاتلين أجانب لمساندة قوات الأسد، حيث استقدمت مقاتلين من حزب الله اللبناني، وفيلق بدر ومليشيات أبي الفضل العباس وعصائب أهل الحق العراقية، إضافة إلى مقاتلين من حركة بدر الدين الحوثي اليمنية ومليشيات مرتزقة تقاتل بهدف الحصول على المال، بعد أن فتحت طهران أبواب خزائنها لدعم النظام السوري ومنع انهياره. وأدى تزايد القتلى وسط جنود النظام بفعل نيران الثوار السوريين إلى حدوث نقص كبير في القوات، مما دعا النظام السوري وداعميه، مثل روسيا وإيران إلى البحث عن خيارات بديلة.