أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأحد، أن التوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني بين طهران والقوى العظمى لا يزال «ممكنًا» برغم جولة المحادثات الصعبة الأسبوع الحالي، وكتب ظريف على موقع تويتر أن «الاتفاق ممكن لكن يجب أن تزول الأوهام، لا يجدر تفويت الفرصة مرة أخرى مثل 2005». واعترف وزير الخارجية بأن الجولة الأخيرة من المحادثات كانت «صعبة». وختمت إيران ودول مجموعة 5+1 الجمعة في فيينا جولة رابعة من المحادثات من دون تقدم ملموس. وتريد مجموعة 5+1 الممثلة بالولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، من إيران التخلي عن جزء كبير من أنشطتها النووية ما يجعل من بناء قنبلة نووية أمرًا مستحيلًا أو سهلًا كشفه. وتسعى الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 20 يوليو المقبل، أي مع نهاية مدة الاتفاق المرحلي، التي تم التوصل إليه في نوفمبر الفائت، وينص على تجميد إيران بعض أنشطتها العسكرية مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية المفروضة عليها. ومقابل تقديم تنازلات إضافية، تريد الجمهورية الإيرانية التي تنفي سعيها للوصول إلى السلاح النووي، رفعًا كاملًا لعقوبات الأمم المتحدة والدول الغربية التي أضرت بالاقتصاد الإيراني. من جهتها، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية عن عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قوله: إن الجولة الجديدة من المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست ستجري في فيينا بين 16 و20 يونيو المقبل. ولم تذكر الوكالة مزيدًا من التفاصيل في تقريرها الذي أوردته الليلة الماضية عن الموضوعات المقرر بحثها والرامية إلى إنهاء مواجهة مضى عليها عشر سنوات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتقول طهران: إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط في مجالات توليد الطاقة والأبحاث الطبية. ويشك الغرب وإسرائيل في أن هذا البرنامج مجرد ستار لإمتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، ولم تتمخض الجولة الأخيرة من هذه المحادثات التي عقدت الأسبوع الفائت في فيينا عن تقدم يذكر، وتسعى القوى الست لإقناع إيران بالموافقة على خفض عمليات تخصيب اليورانيوم وأنشطة نووية حساسة أخرى مع قبول المزيد من جولات التفتيش الصارمة من جانب فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة لمنع إيران من حيازة أي قدرة على إنتاج قنابل نووية بسرعة وذلك مقابل رفع العقوبات. وفي تطور يجيء ضمن هذا السياق قالت وسائل إعلام إيرانية: إن وفدا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران اليوم الاثنين لمناقشة الأنشطة النووية الإيرانية. وفي فيينا لم يرد تعليق فوري من الوكالة الدولية إلا أن مصادر دبلوماسية قالت يوم الجمعة الفائت: إن من المتوقع عقد اجتماع في مطلع الأسبوع الحالي، وعرضت إيران التعاون مع الوكالة الدولية في توضيح ما تصفه الوكالة الدولية بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله: إن المحادثات بين إيران والوكالة الدولية ستستغرق يوما واحدا وستتضمن «تلخيص الإجراءات الثلاث عشرة التي اتخذتها إيران في عدة مجالات في إطار تعاونها مع الوكالة».