حضرت الإثارة في مباريات الجولة الأولى من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين على حساب المستوى الفني والتكتيكي غير المثالي في أول ظهور لغالبية الفرق، كما كان لكمية الأهداف المسجلة دور في تحسين صورة الجولة إلى حد كبير، بعد أن اهتزت الشباك في 23 مناسبة، إضافة إلى حضور "السوبر هاترك" باسم مهاجم الاتحاد مختار فلاتة في شباك حارس الشباب وليد عبدالله. وخلاف ذلك لم تتمكن الفرق من تقديم مستوى فني مقنع طوال شوطي اللقاءات، باستثناء فريقي الاتحاد والتعاون اللذين نجحا في تقديم نفسيهما بصورة مرضية إلى حد كبير، ونالا الأفضلية في هذه الجولة. الاتحاد الأفضل استحق فريق الاتحاد نيل لقب أفضل الفرق في الجولة الأولى بعد أن تجاوز لاعبوه ومدربهم الظروف العصيبة التي واجهوها عقب خسارة مباراة السوبر أمام الفتح، إضافة إلى حرمان الفريق من لاعبيه الأجانب الذين كان الجهاز الفني يعول عليهم كثيرا في مباراة من الوزن الثقيل، وفي توقيت صعب جاء أمام الشباب الأكثر جاهزية، إلا أن ردة الفعل لدى الاتحاديين قبل وأثناء المباراة كانت إيجابية، حتى والفريق يتأخر مع الدقيقة الـ 13 إلا أن الثقة كانت حاضرة بين اللاعبين، الذين تمكنوا من مجاراة نظرائهم في الشباب طوال الشوط الأول. واستمر الحال حتى الدقيقة 64 التي معها تحولت المباراة كليا لمصلحة الاتحاد، بعد أن انهار الشباب تماما في ردة فعل سلبية لا تقبل من فريق يطمح للمنافسة على جميع الألقاب المحلية وكذلك على لقب دوري أبطال آسيا. التعاون وصيفا أجاد لاعبو التعاون تطبيق الواجبات التكتيكية التي رسمها المدرب الجزائري روابح، وتمكنوا من تحقيق عدة نقاط هامة خلال مواجهتهم أمام حامل اللقب فريق الفتح على ملعب الأحساء. كانت بداية التكتيك بعزل لاعبي وسط الفتح عن زملائهم المهاجمين، من خلال تطبيق الضغط عليهم بقوة وبأكبر عدد حتى وضح الارتباك على أداء المضيف، وكثرت تمريراته الخاطئة في وضع مغاير لما يميز الفريق في الفترة الماضية، هذا الارتباك الفتحاوي قابله تركيز عال من وسط التعاون بقيادة الأردني أبوهشهش وعبده حكمي، مكّن الفريق من الوصول إلى شباك الفتح من خلال كرات مرتدة سريعة نتيجة إجادتهم افتكاك الكرة من بين أقدام الخصم. ونجح التعاون في التقدم بهدف عبده حكمي (45) قبل الذهاب لغرف تبديل الملابس بثوان. وكان لتوقيت الهدف التعاوني أثره السلبي على لاعبي الفتح فيما منح لاعبو التعاون جرعة من الثقة بأنهم قادرون على الخروج بالثلاث نقاط أو نقطة على أقل تقدير، إلى أن جاءت الدقيقة 85 والتي شهدت قرار احتساب ركلة الجزاء أنقذت الفتح من الخسارة عندما انبرى إلى تسديدها بنجاح، القائد البرازيلي إلتون جوزيه. النصر والهلال ثالثا رغم المقاومة الشرسة التي أظهرها فريقا نجران والعروبة في الشوط الأول أمام النصر والهلال على التوالي، إلا أنهما أخفقا في الشوط الثاني نتيجة تأثر لاعبيهم لياقيا وعدم مقدرتهم على مجاراة الخصم أو الصمود بقوة أمامهما كما هو حال الشوط الأول، وهذا ما مكن النصر من تسجيل هدفين للسهلاوي والشهري، فيما اكتفى الهلال بتسجيل ثلاثة أهداف "الشمراني والمرشدي ونيفيز" بعد ضياع عدد من الفرص السهلة. تعادل المتقاربين حرص فريقا النهضة والشعلة على كسب الثلاث نقاط في المباراة التي جمعتمها في الدمام، وذلك من باب أهمية الفوز الذي يعد بقيمة 6 نقاط، كون أن الفائز سيضمن 3 نقاط مقابل ضمانه تراجع منافسه 3 خطوات إلى الخلف، خاصة وأن هناك تقاربا في مستوى الفريقين. وتعد الأهداف الأربعة التي انتهت عليها المباراة بتعادل الفريقين 2/2، هي النقطة الأكثر إيجابية طوال عمر المباراة التي غابت عنها الملامح الفنية والأداء المقنع بعد أن ظلت الكرة تتنقل في مناطق الوسط أغلب الوقت. الأهلي اجتهد الاجتهادات الفردية التي طغت على أداء بعض لاعبي الأهلي بالذات في منطقة الوسط، وتشابه الأدوار ما بين لاعبي هذا المركز، عطلت كثيرا من الأداء الجماعي الذي يميز الفريق ويعد أحد أهم أسلحته خلال مواجهته للمنافسين، بل تسبب هذا الوضع بمنح لاعبي الفيصلي مساحات خلف لاعبي الوسط كانوا قريبين من هز شباك المعيوف في كرات خطرة رغم قلتها، وكان حضور البرازيلي برونو سيزار ملفتا خلال هذه المباراة، مما عزز من حظوظ الأهلي في كسب المباراة في ظل تحركاته بكرة ودون كرة خلف وسط الفيصلي، وتميزه في التمرير والتسديد من مواقع متنوعة، ويعد فوز الأهلي 3/1 (هوساوي وسوك وبرونو) مستحقا رغم الهفوات المتعددة في وسط ودفاع الفريق. سوبر الجولة يستحق هداف الاتحاد مختار فلاتة لقب "سوبر" الجولة الأولى حينما تعامل مع الكرات داخل منطقة جزاء الشباب بكل هدوء وتركيز جعلته يسجل 4 أهداف في غضون 15 دقيقة من الشوط الثاني. فالأهداف سجلت بطرق مختلفة، تؤكد أن فلاته يمتلك حسا تهديفيا عاليا، وهو ما يساعده على التخلص من الرقابة في لمحة بصر، ومما يؤكد ذلك، وضعه جميع الأهداف في اتجاهات مختلفة صعبت من مهمة وليد عبدالله كثيرا. المغمور أحرج العالمي القراءة التكتيكية التي رسمها مدرب الشباب ميشيل برودوم، قبل المباراة وأثناء تقدم فريقه بهدف مع الدقيقة الـ 12، لم تكن محفزة له بأن يستمر في الضغط على لاعبي الاتحاد؛ لاستغلال ظروفهم العصيبة التي واجهوها قبل المباراة، وهذا ما كشفه خروج المصاب أحمد عطيف نهاية الشوط الأول، إذ تحولت بعدها الكفة لمصلحة الاتحاديين في وسط الملعب تحديدا نتيجة توصيات بينات وقراءته للفريق الشبابي جيدا، وُفق لاعبو الاتحاد بقيادة "المخضرم" سعود كريري وأبو سبعان في ترجمتها والحد من خطورة الشباب بل والتسبب في توهانه.