روى شاهد على محادثة شخصية جرت في أحد البارات الاميركية بين الموفد الأميركي لعملية السلام مارتن انديك وزوجته وبعض مساعديه، ان انديك هاجم إسرائيل بألفاظ وصفها الشاهد «بالبذيئة» بسبب تعاملها مع الفلسطينيين واستمرار بناء المستوطنات التي قال انها أفشلت مفاوضات السلام. وافاد الموقع الالكتروني «واشنطن بري بيكون» ان انديك تحدى خلال حديث «التجلي» أي شخص مهما كان أن يشير إلى خطأ واحد أو عمل خاطئ واحد قام به الفلسطينيون. وقال الشاهد ان انديك شنّ هجوماً لأكثر من 30 دقيقة على إسرائيل على مسمع من زوجته وعدد من أفراد طاقم عمله بلهجة يمكن وصفها بالمقرفه أو البذيئة من شدتها وقوة تعبيراتها ولهجتها. ووفقاً للموقع الالكتروني، جرت المحادثة مساء الخميس الماضي في بار فندق «ريتس كارلتون» بعد أن أنهى انديك خطابه في إحدى المناسبات. ونقل عن الشاهد قوله: «ان انديك اتهم رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت وشخصيات إسرائيلية أخرى بتخريب المفاوضات عبر إصدار تراخيص بناء استيطانية»، وقال: «طيلة فترة المفاوضات، لم يشر احد من المشاركين فيها إلى خطأ واحد ارتكبه الفلسطينيون». وأضاف الشاهد: «تدخل احد مساعدي انديك في المحادثة، وقال: «فيما تلقي جهات مسؤولية فشل المفاوضات على (الرئيس محمود عباس) ابو مازن بسبب قراره الأحادي الجانب التوجه الى مؤسسات الأمم المتحدة، لكنهم يعرفون الحقيقة بأن السبب الحقيقي لفشل المفاوضات هو المستوطنات». ووفقاً للشاهد، شعر أفراد طاقم عمل أنديك بالسرور والمتعة من الانتقادات العلنية التي وجهّها الى إسرائيل وهزت ضحكاتهم المكان. وتطرقت الانتقادات إلى طريقة تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، وأعرب انديك ومساعديه عن صدمة رهيبة حين سماعهم عن أطفال فلسطينيين يتمرغون بمياه مجاري غزة، فيما اتهم احد المساعدين إسرائيل بسحب مياه غزة النقية وضخها للبلدات الإسرائيلية، إضافة الى سماحها لمياه المجاري بالتدفق بشكل حر نحو قطاع غزة والمناطق الفلسطينية من دون ان تكترث لذلك. ورفض انديك الرد على تقرير الموقع الالكتروني الخاصة بمحادثة «البار»، لكن وزارة الخارجية الأميركية نفت هذا الأمر بالنيابة عنه، قائلة على لسان نائبة الناطقة باسمها ماري هارب: «هذا ليس صحيحا ولم يحدث نهائياً»، مضيفة: «بعد أن انهى السفير انديك خطابه الرسمي الذي حمّل فيه الطرفين مسؤولية فشل المفاوضات، أجرى محادثة لمدة 5 دقائق مع طاقم عمله، لكنه لم يقل ولا كلمة واحدة على إسرائيل، وهذا كل ما جرى، لهذا فإن ما أشاعه الشاهد المذكور غير صحيح». في السياق نفسه، افاد مصدر في البيت الأبيض صباح امس ان التصريحات التي أوردتها «نيويورك تايمز» منذ أيام غير صادرة عن انديك، مثلما ورد في بعض التقارير. وكانت الصحيفة نقلت عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله انه يرى أن إسرائيل هي المسؤولة عن تعطيل المفاوضات مع الفلسطينيين، وأن ما يقوله يتطابق مع رؤية الرئيس بارك أوباما نفسه. وأكد أن البيت الأبيض «نقح نص مقابلة» نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية والتي يبدو فيها أن «هذه التصريحات الجدية تعبر بصدق عن وجهة نظر الرئيس الأميركي نفسه». وبحسب ما ورد في «نيويورك تايمز» جاء أن اوباما يرى «أن الاستيطان هو السبب الابرز في فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأشار المسؤول الاميركي بإصبع الاتهام نحو (إسرائيل) قائلا: «في كل مرة كنا نتقدم فيها الى منعطف مهم وايجابي في المفاوضات، كانت (إسرائيل) تعلن بناء وحدات جديدة في المستوطنات، مما كان يفجر الأمور». وافادت القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي إن جهات اميركية ومبعوثين انتقدوا الاستيطان وكانوا يشيرون الى أنه السبب الرئيس وراء فشل المفاوضات، لكنها المرة الاولى التي يأتي فيها مثل هذا الاتهام من البيت الابيض وباسم أوباما نفسه. واضاف المسؤول الاميركي أن أوباما على قناعة بأن هناك جولة جديدة من المفاوضات خلال فترة رئاسته بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لكنه يريد من الاطراف مناقشة المرحلة السابقة والاستفادة مما تم تحقيقه وتجنب وضع العراقيل أمام تقدمها قبل العودة للتفاوض، كما انه لا يرغب حالياً بالإعلان عن هذه المبادرة، ويفضل انتظار الأطراف نفسها لتطلب من الولايات المتحدة التدخل. إسرائيلفلسطينالاستيطان