أعلن جنرال كبير في قيادة الجيش الاسرائيلي إن امكانية حصول تدهور موضعي على عدة جهات ارتفعت رغم انحسار احتمال نشوب حرب شاملة في المنطقة. ونشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً تضمّن تصريحات الجنرال ومسؤولين آخرين من متخذي القرارات المشاركين في إدارة الحروب الاسرائيلية، في استعراض لما يحدث داخل "غرفة العمليات" الجيش الاسرائيلي. وأشار الجنرال الإسرائيلي إلى أن أي حرب يجب أن تكون معركة قصيرة، وفقاً لقدرة الجبهة الداخلية على الصمود وارتباطاً بالتطورات على الحلبة الدولية، لافتاً إلى أن الحدود الشمالية وغزة على رأس سيناريوهات اندلاع حرب على جبهتين معاً. ووفق الصحيفة فإن التغيير المركزي الذي طرأ على صورة العمليات، خلال السنوات الأخيرة، يتعلق بعدم الاستقرار على الحدود الاسرائيلية، وما حمله الربيع العربي معه من "تهديدات جديدة" على الحدود السورية واللبنانية والمصرية، إلى جانب إنهيار الجيش السوري وضعف تهديد الأسلحة التقليدية لإسرائيل بشكل ملموس. ويقول الجنرال، الذي عرّفت عنه الصحيفة بحرف (ش) إن "كل مخططاتنا العملية على كل الجبهات شهدت تغييرات ملموسة بسبب الاضطراب الاقليمي"، ويقول (ع) إن التغيرات شملت "امتدت المناطق التي بتنا نفقد السيطرة عليها على حدودنا، مع انشار أوسع لتنظيمات تابعة للجهاد العالمي التي يمكنها المشاركة في محاولة تنفيذ عمليات قرب السياج الحدودي"، كما حدث مرتين على الحدود المصرية، وكان أبرزها قتل ثمانية اسرائيليين على شارع 12 في آب (أغسطس) 2011. ويرى (ع) إن "الوضع في نظر المواطن العادي مريحاً أكثر بالمقارنة مع أيام الانتفاضة أو الحرب في لبنان"، لافتاً إلى أن المواطن "لا يعرف الأمور التي يواجهها الجهاز الأمني، وأن التغيير يتطلب تغطية استخبارية وعسكرية لأنواع مختلفة من التهديدات على الساحات المختلفة، وجهوزية مختلفة للجيش الإسرائيلي". ويضيف: "ما يُحتّم علينا استثمار المزيد من الموارد في الاستخبارات لأن هناك الكثير من الجهات التي تعمل في الجانب الآخر". ويوضح : "في هضبة الجولان، على سبيل المثال، اضطر الجيش إلى نشر قوات نظامية بدل قوات الاحتياط المنهكة، وذات خبرة في مواجهة احتمال وقوع هجمات خاصة بعد انفجار عبوة ناسفة هناك في اذار (مارس) ادت الى اصابة أربعة مظليين". ويعتبر (ش) ان احتمال وقوع حرب شاملة انخفض، وإن ازدادت مركبات الانفجار التي قد تؤدي إلى تدهور موضعي على جبهات عدة. ويشير إلى أن الشمال وقطاع غزة لا يزالان في مقدمة جدول الأولويات، لأن محفزّات التهديد هناك كبيرة وملموسة بشكل أكبر. ويضيف: "لكن السيناريوهات تأخذ في الاعتبار احتمال اندلاع الحرب على الجبهتين معاً. وإلى جانب العمل الدفاعي الجاري، ينشط الجيش الاسرائيلي بشكل أكبر بما يسمى "المعركة بين المعارك"، وفي صلبها العمليات الجوية والاستخبارية عبر الحدود، التي يتم نسبها الى اسرائيل، وفي كثير من الحالات تمتنع إسرائيل عن تحمل المسؤولية الرسمية عنها. وتهدف تلك العمليات إلى إضعاف التنظيمات الإرهابية والعصابات المعادية، من دون أن يؤدي ذلك إلى تدهور مباشر نحو حرب شاملة". وعن حرب لبنان الثانية تنقل الصحيفة موقف الثلاثة بالقول "الحرب كانت بعيدة جدا عن تحقيق نجاح اسرائيلي، وكشفت خروقات كثيرة حتّمت اجراء اصلاحات. وفي اعقاب تلك الحرب تغير دور قسم العمليات. ويقول (ش) رئيس القسم اليوم: "لقد فاجأتنا الحرب آنذاك من دون مخطّطات جاهزة أو معقولة، وفي ظلّ لهجة غير جيدة بين القيادة العامة والأذرع العسكرية. وبعد الحرب كانت هناك حاجة إلى قسم خاص للتخطيط الاستراتيجي والتنفيذي لتركيز الصفقة كلها". ومن نقاط الضعف الكبيرة التي كشفتها تلك الحرب كانت العلاقة بين القيادتين السياسية والعسكرية، واتضح لاحقاً انه لم يتم حتى تخطيط الأهداف والتفاهم عليها، إذ أن الوثائق الداخلية اعتبرت مواجهة الجيش مع حزب الله أشبه بلعبة تنس الطاولة المتواصلة، أمّا أولمرت ووزراء حكومته فقد بحثوا عن ضربة قاضية. ويقول (ش) إن قسم العمليات يتحمل، أيضا، مهمة تفكيك مركّبات التوجيهات السياسية، بحيث يحافظ على اتصال دائم مع القيادة السياسية وفي بعض الحالات يتم تعديل المخططات العملية في ساحة الحرب وفق توجيهات القيادة السياسية، كما حدث في سورية مثلاً. فهناك لم يعد الجيش السوري ذات الجيش ولذلك فقد تم تغيير خطة العمليات القديمة لأنها لم تعد ذات صلة. وقبل أكثر من عامين بدأ القسم بتعديل خطة العمل على الجبهة السورية، والجيش يعرف ذلك، كما يعرف أن المشهد القديم لطابور من الدبابات السورية يتجه نحو بحيرة طبريا لم يعد مسألة تشغله حالياً. فلسطينلبناناسرائيلالجيش اللبناني