قال حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق إنه إذا خُيّر بين السعودية وإيران، فإنه سيختار السعودية؛ لأنها الأقرب لقطر، فضلًا عن أن استقرار وأمن السعودية هو أمر حيوي بالنسبة لقطر. وأوضح في حوار لتليفزيون "بلومبرج" الأمريكي مع الصحفي الأمريكي الشهير تشارلي روز، أن قطر تحب أن ترى السعودية دائمًا قوية؛ لأن الرياض داعم لمجلس التعاون الخليجي برمته، وأنه دائمًا يطلق على السعودية أنها العمود الفقري للخليج، ولكن في الوقت نفسه لابد من الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع إيران، بعد معاناة الخليج لسنوات من الحرب. وأثنى على توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لتعزيز مجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى ضرورة المضي في هذا الاتجاه ولكن بصورة يشعر بها المواطن الخليجي في الشارع. وفي السياق ذاته، أكّد أن قطر، سواء في عهد الأمير الأب أو عهد الأمير الابن، تسعى إلى أن تكون لها علاقات طيبة مع جيرانها وخصوصا السعودية، التي قد تختلف مع قطر في بعض وجهات النظر. ودعا المسؤول القطري السابق، السعودية ودول الخليج الأخرى إلى تحضير اقتصادها للاعتماد بعيدًا عن النفط خلال الـ (20-30) سنة مقبلة، لافتًا إلى أن بلاده تستثمر في الدول الغربية لتنويع الدخل بعيدًا عن النفط والغاز والطاقة، علاوة على عدم وجود فرص في دول مجلس التعاون، مشيرًا إلى أنه لو كانت هناك وحدة وفرص أكثر في المجلس لاستثمرت قطر أموالها بالخليج. وعند الحديث عن الطموح القطري، قال "جاسم" إن الدوحة تعي تمامًا حجمها وقدراتها، وأن مربط الفرس ليس في الحجم وإنما في طريقة التفكير، ودلل على ذلك بأوزان الأشخاص التي لا تتحكم في حجمهم وإنما طريقة تفكيرهم هي التي تحدد مكانتهم. وعن حياته الخاصة، أوضح "جاسم" أنه ثري مثل باقي القطريين، وأنه حاليًا يُنفق من دخول أعمال تجارية يتابعها بعد تركه لمنصبه السابق، علاوة على ما آل إليه من ثروة والده الذي عمل بالتجارة لفترة. ولم يتطرق الحوار على التليفزيون الأمريكي إلى تأكيد أو نفي صحة التسجيلات التي تداولتها وسائل الإعلام والمنسوبة لأمير قطر السابق حمد بن خليفة، ووزير خارجيته حمد بن جبر، في اجتماعٍ مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، عن التآمر على السعودية والسعي لنشر الفوضى في أرجاء المملكة.