الرباط: لطيفة العروسني شن محام مغربي أمس هجوما كبيرا على حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي، بسبب رفضه الانضمام إليه، واتهمه برفض الحداثة والاختلاف، قائلا إن الحزب لا يحترم الدستور الذي ينص على أنه يجب ألا تؤسس الأحزاب على أساس عرقي أو ديني، بسبب ما زعم أنها مواقف معادية لليهود. في غضون ذلك، قال قيادي في «العدالة والتنمية» لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه لم يبث بعد في طلب انضمام المحامي إسحاق شارية إليه، مضيفا أن الاتهامات التي وجهها للحزب تؤكد أن لديه أهدافا أخرى غير الانتماء إليه. وكان طلب انضمام شارية إلى «العدالة والتنمية» قد أثار ضجة بسبب اعتقاد الحزب أنه يهودي الديانة، كما يوحي بذلك اسمه، بيد أن شارية نفى ذلك لاحقا، مؤكدا أنه مسلم أبا عن جد، واتهم الحزب باستغلال هذا الأمر لفائدته. وظل متشبثا بطلبه وانتظار انضمامه إلى حزب يختلف معه في كل شيء، من دون أن يوضح الجدوى من ذلك، وخاصة أنه يقدم نفسه على أنه حداثي ليبرالي. وفي هذا السياق، قال شارية في بيان أصدره أمس، إنه فوجئ باتصال هاتفي من سكرتير الحزب يبلغه برفض طلبه، نظرا لمواقفه المختلفة مع مرجعية الحزب، موضحا أنه يفهم من هذه الرفض، أن «العدالة والتنمية» تعمد استغلال اسمه الشخصي «من أجل غايات مجهولة لينشر خبرا كاذبا عبر العالم، بلغ صداه إلى صحف إسرائيلية وأميركية، مفاده أن يهوديا يود الانضمام إلى حزب إسلامي، وهو أمر مناف للحقيقة كوني مسلم الديانة أبا عن جد». وعلى الرغم من نفيه أنه يهودي الديانة، نصب شارية نفسه محاميا عن اليهود، واتهم «العدالة والتنمية» بأن لديه نظرة عنصرية اتجاههم، ويحث على كراهيتهم. وقال إن الحزب يرفض الاختلاف داخل صفوفه، وهو ما يجعله خطرا على المغرب لأنه يعتمد على سياسة غسل دماغ الشباب بأفكار لا تقبل المناقشة، الأمر الذي يذكر بالأحزاب الشيوعية والتنظيمات ذات التوجهات الراديكالية. وزاد قائلا، إن «سياسة التقية التي ينهجها افتضح أمرها بعد رفضه انضمام حداثي إليه». ولم يتوقف المحامي الشاب عند هذا الحد، بل طالب الأحزاب السياسية والهيئات الحقوقية المحلية والدولية بإجبار «العدالة والتنمية» على التوقف عن استغلال الأديان في صراعها السياسي والاعتذار له ولليهود عبر العالم. وردا على هذه الاتهامات قال المحامي عبد الصمد الإدريسي، النائب البرلماني، وعضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» ورئيس جمعية محامي الحزب لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه لم يبث بعد في طلب انضمام شارية إليه. وأضاف أنه سبق لهذا الأخير أن أرسل رسالة يطلب فيها الانضمام إلى «العدالة والتنمية» ويعبر فيها عن مجموعة من الآراء التي يختلف معه الحزب بشأنها، مشيرا إلى أنه «إذا كان شارية يرغب فعلا في الانتماء إليه كان عليه التريث في توجيه التهم التي أطلقها في خروجاته الإعلامية السابقة»، ومع ذلك، يضيف الإدريسي: «تعاملنا معه بشكل عادي، وأخبرناه بأن طلبه سيأخذ مجراه العادي، وإلى حدود الآن لم تبث الهيئات المخولة داخل الحزب في طلب عضويته، وبالتالي فإن تهجمه اليوم على (العدالة والتنمية) يدل على أن هذا الشخص لديه أهداف أخرى من المؤكد أنه لا علاقة لها بالانتماء للحزب».