×
محافظة الرياض

المعهد التقني للألبان والأغذية يتحفل بتخريج الدفعه الأولى

صورة الخبر

أسفار التاريخ مليئة بحوادث القتل بين البشر، فقد بدأت قبل الأسرة ونشأة القبيلة ثم الأديان، يتقاتلون على الموارد الطبيعية، ولكنها تطورت باغتصاب السلطة وفصل الأجناس بين سادة وعبيد، لكن أشرس حالات الحروب والتصفيات الجسدية بدأت مع إنشاء الأمبراطوريات الكبرى، ثم لحقتها أطوار الحروب الدينية بإزالة معتقد لصالح آخر.. فالمسيحيون بعد الفتوحات الإسلامية وضمور قوتهم، شنوا حروبهم المقدسة الصليبية ولحقهم «جنكيز خان» بإبادة شاملة لهم، وفي الوقت الراهن أصبح الكل يتقاتلون باسم عقائدهم أو معتقداتهم، فوجدنا بوذيين يقتلون مسلمين كأقليات مرفوضة عرقياً ودينياً، ومسلمون كذلك ذهبوا لما هو مبدأ «الجزاء من جنس العمل» ولم تسلم قارات العالم من تلك الممارسات المعقدة التي ذهب ضحيتها الملايين، ولا يقتصر الأمر على ذبح صاحب دين لآخر، وإنما شهدنا مسلمين يقتلون إخوتهم، وكذلك مسيحيين وأصحاب ملل أخرى.. «بوكو حرام» نمط جديد لمنظمات الإرهاب، فقد غزت قرى وأبادتها ودمرت كل شيء فيها، وأمام ضعف وصمت الدولة النيجيرية، تمادت بأن شرعت لحرب كل ما هو غربي محرمة التعليم، والسفور، والتعايش مع أصحاب الأديان الأخرى. وكذلك حين شرعت بخطف أكثر من مئتي فتاة وأعلنت إسلام بعضهن بقوة السلاح، وبيع الأخريات سبايا، وقد سجلت سابقة أخرى في تأسيس جيش الرب في أوغندا الذي أقامه «جوزيف كوبي» دولة مسيحية تبنى على الوصايا العشر واستطاع إرهاب معظم دول أفريقيا وخطف أطفالها وإيهامهم بأن الماء المقدس يقوي أجسادهم ويجعلها مقاومة للرصاص!! في البلدان الأكثر ظلماً وتخلفاً تنمو العديد من الدعوات والتنظيمات وتستطيع إيجاد البيئة التي تساعدها على تجنيد الآلاف، ولا تقتصر على دين أو مذهب وقومية، بل إن الأيدولوجيات الشمولية أبرزت عناصر إرهابية علمانية تدين بالولاء للثورة الدائمة، وظاهرة «بوكو حرام» جزء من عالم يتداخل فيه الظلم مع الخرافة ونهب الأموال وفساد الحكومات، وحين يتعالى سجل الفقر والجهل، فإن أي بيئة تعيش هذا القهر قادرة أن تولد ما لا يقبله العقل والتعايش البشري.. لكن ماذا لو أن ما حدث اقتصر على خطف وبيع أطفال ذكور من أي ملة ودين، هل سيهب العالم مستنكراً هذه الجرائم، أم إنها تسجل كحروب داخلية مثلما يجري في منطقتنا العربية وغيرها، أم إن خطف البنات القصر زاد من العاطفة العالمية، ونظر لها أنها جريمة تستحق الملاحقة العسكرية ثم القضائية؟، وهذا الجانب الإنساني جيد، ولكن لا نعتقد أن الفوارق بالخطف والقتل وبيع السبايا أو العبيد تختلف من ذكر أو أنثى، لتساوي شروط الجريمة أياً كان مصدرها وهدفها! ما جرى في نيجيريا يستحق العقاب في كل ألوانه، لأنها سابقة خطيرة شوهوا مبادئ دينهم، وتعدوا على حرمة الحقوق الإنسانية بما لا يقبله أي معتقد أو دين.