تجاوزت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني النظرة التقليدية التي وضعتها في حيّز التدريب فقط، لتبرهن بأنها جهة طموحة قادرة على تقديم دعم غير محدود للخريجين من الشباب السعودي، وذلك بتبنيها لأفكار حديثة للمساهمة في التحاق الشباب السعودي بسوق العمل . وتحقيقا لتلك الرؤية، قدمت المؤسسة برامج متعددة تسير وفق منظور الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص في المملكة، ويظهر ذلك من خلال حرصها على إنشاء برامج مختلفة؛ لتكون من أهم دعامات السوق المحلي بأيادي سعودية شابة مدربة، وهي بذلك لم تكتفِ بالتدريب، بل اتجهت لدعم العمل الحر بتقديم الدعم المادي والتوجيه والاستشارة، لتصبح إحدى مؤسسات الدولة المساهمة بشكل رئيس في دعم عجلة الاقتصاد السعودي. واستهدفت المؤسسة ريادة الأعمال ودعم الأعمال الحرة في المملكة، بافتتاحها (معهد ريادة الأعمال الوطني) والذي جاء بشراكة مع وزارة البترول والثروة المعدنية لتضم تحت لوائها القطاعات والمؤسسات الداعمة والمتخصصة بريادة الأعمال والعمل في السعودية. وتمخض عن المعهد عدد من المشاريع ذات المضامين المختلفة، والتي أسست بناء على آليات تدريبية وتوجيهية مجهزة على مستوى عالٍ، وبإشراف خبراء ومتخصصين حتى أصبحت مشروعاتٍ على أرض الواقع. ويسعى برنامج رواد الأعمال في المعهد لتقديم منظومة متكاملة من الخدمات التي تهتم بالريادي منذ مراحله الأولى، كافلة له حق إثبات نفسه في عالم الأعمال، بهدف تمكين السعوديين الراغبين في تأسيس وامتلاك مشاريع صغيرة من تحقيق أحلامهم، وذلك بتقديم البرامج التي تقيّم سمات الريادة لديهم، إلى جانب مساعدتهم على تحديد فكرة مشروع ناجح، وإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية. ويسهم المعهد - من خلال برامجه - في تزويد الرياديين بالمهارات اللازمة لتأسيس المشاريع الصغيرة وتشغيلها، وتسهيل الحصول على قروض ميسرة من جهات التمويل، كما يقوم بالتنسيق لتذليل عقبات الحصول على التراخيص اللازمة لممارسة النشاط، ويقوم بمساعدة الرياديين على توفير التجهيزات المناسبة بأفضل الطرق وبأقل الأسعار، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات ورعاية المشاريع الصغيرة خلال السنة الأولى من عمرها. الجدير بالذكر أنه خلال العام الماضي تم افتتاح حوالي (1172) مشروعاً للرياديين والرياديات، وتضمنت هذه المشاريع نشاطات متنوعة أبرزها، برمجيات الحاسب، ميكانيكا السيارات، أعمال التبريد والتكييف، الحدادة، النجارة، مواد الكهرباء والسباكة، قطع غيار السيارات، بيع المستلزمات النسائية، المشغل النسائي، وتجهيز الحفلات، وكوش أفراح وغيرها، كما أن هناك (644) مشروعاً لا تزال تحت التأسيس وتمت الموافقة على تمويل (1941)مشروعاً في مختلف القطاعات.