لم تكن الأحياء السكنية القديمة في الطائف غائبة عن اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة خلال زيارته للمحافظة منذ يومين. ولسؤال سموه عن وضع الأحياء القديمة فيها، خاصة الخالدية، السليمانية، البلد، المنطقة المركزية، قلب وواجهة الطائف، والمناطق الأثرية، رصدت «عكاظ» في جولة ميدانية على تلك الأحياء ظهر أمس معاناة عدد من السكان والأهالي من عدم تحسينها أو تطويرها رغم أنهم سمعوا قبل خمسة أعوام عن أن هناك مشروعا لتطوير العشوائيات. وأشار عدد منهم إلى أن الحال لم تتغير منذ الثمانينات الميلادية والسبعينات، سوى تحسن طفيف شملها بأعمال السفلتة لشوارع وأزقة قديمة كانت هي الوهج الحقيقي للطائف ومنطلق سياحتها وتاريخها الأصيل والتي حفظت للمحافظة مكانتها في نفوس زوارها وعشاقها وشعرائها وفنانيها الذين صدحوا بأجمل الأغاني التي حاكت ذاكرتهم الحافلة بجمال مدينتهم الوادعة والتي هي اليوم غائبة كما يرون عن معترك التنمية، علما بأن أحياء ومدن ومحافظات أخرى جاءت بعدها وتجاوزتها بمسافات. وقد بدت أحياء السليمانية وحارة فوق وحارة أسفل والقشلة والعزيزية والمنطقة التاريخية وقروى وجبل البازم والبخارية وأحياء أخرى لها بعدها التاريخي والسياحي، شاحبة الوجه مصفرة الملامح، غير أن فرحة السكان الغامرة بزيارة الأمير مشعل للطائف أوقدت مصابيح الأمل في نفوسهم، معربين عن أملهم في أن تكون الزيارة الأولى لسموه للطائف وسؤاله عن الأحياء القديمة، منعطفا تاريخيا للارتقاء بها وهويتها التاريخية والسياحية ومعالم الحياة الاقتصاديه فيها. «عكاظ» وقفت أمس أمام مدرسة الأمراء الأولى ويجب أن تكون ضمن اهتمامات المواقع التاريخية والمحافظة عليها، لما تشكله هذه المدرسة من ملمح تعليمي تاريخي يكشف أهمية العلاقة الوطيدة والارتباط الحميم لهذه المدينة في نفوس ملوك وأمراء وكبار مسؤولي الدولة، غير أن نوافذها وصروحها بدت تذروها الرياح، ويصعب لسائق المركبة الجديدة الوصول إليها لضيق الشوارع وعدم تطويرها، وسوء أعمال النظافة حولها. ولم تكن الحال مغايرة لداخل شوارع السليمانية وبنيانها، وتدني مستوى الأصحاح فيها، كذلك الأمر يتماهى مع المنطقة المركزية وعشوائية ما فيها من أزقة تطرد الزوار، ورغم أن مدخل وواجهة الطائف الذي يستقبل كل المسافرين والزوار القادمين من جدة أو مكة عبر طريق الهدى إلى موقف مكة لا تغيب عن مشاهداتهم وضع الكدادة وهوامير الدبابات وطريقة وقوفهم غير النظامية، فيما خصص لهم من جزء بسيط يتلقفون فيها زبائنهم الذين من بينهم شخصيات اجتماعية ومسؤولون خلدت ذاكرتهم قصصا عن هذه المدينة. وفي ذات السياق، يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة غدا مقر اللجنة العليا لتطوير محافظة الطائف، ويزور معرض مشروعات الأمانة الذي يضم العديد من الصور والمجسمات التوضيحية والمخططات للمشروعات التنموية الجديدة. وإلى ذلك، أوضح أمين الطائف المهندس المخرج، أن سمو أمير مكة المكرمة سيفتتح ويدشن ويؤسس لمشاريع تنموية لأمانة الطائف والبلديات المرتبطة بتكلفة تناهز نصف المليار ريال.