×
محافظة المنطقة الشرقية

انطلاق فعاليات الملتقى الدعوي بمركز الفقعلي

صورة الخبر

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الاجتماع التشاوري الأول لمجلس الدفاع المشترك لأصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحضور معالي وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل وذلك في قصر المؤتمرات بجدة صباح امس.وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الجلسة الافتتاحية ، كلمة فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع في مجلس التعاون لدول الخليج العربية صاحب المعالي وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل يطيب لي في مستهل اجتماعنا أن أرحب بكم أجمل ترحيب في أول اجتماع مشترك لوزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي مع وزير الدفاع الأمريكي ، لبحث وجهات النظر حول أطر التعاون فيما بيننا بما يخدم مصالحنا المشتركة ، ويحقق تطلعات قادتنا وشعوبنا ، ويساهم في تعزيز أمننا الإقليمي والسلام العالمي. أصحاب السمو والمعالي نجتمع اليوم في ظروف بالغة الأهمية وتهديدات متنامية لأمن واستقرار المنطقة ، مما يحتم علينا التواصل وتبادل وجهات النظر مع الأصدقاء ، وذلك بغية تنسيق المواقف والسياسات والخطط الدفاعية لدولنا تجاه كل مستجد أو طارئ وفق منظورنا الخليجي المشترك. ونسعد اليوم بمشاركة معالي وزير الدفاع الأمريكي السيد تشاك هيغل الذي تربط دولنا بحكومة بلاده علاقات تاريخية واستراتيجية ساهمت في تعزيز أمن الخليج واستقرار المنطقة ، ونأمل أن يستمر هذا التعاون لما فيه مصالح مشتركة. أصحاب السمو والمعالي لقد برزت في السنوات الأخيرة في منطقتنا العربية تحديات أمنية عديدة وخطيرة يأتي في مقدمتها الأزمات السياسية التي تعصف في بعض الدول العربية والسعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ، وتدخل بعض الدول في شؤون دول المجلس ، وتنامي ظاهرة الإرهاب مما جعل أمن دولنا وشعوبنا في خطر ، وهذا يفرض علينا مضاعفة الجهود وتنسيق المواقف لتحقيق متطلبات أمن دول المجلس واستقرار المنطقة. إن التحديات الأمنية سواء كان مصدرها أزمات داخلية أو تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة لها تداعيات ليس على دول المجلس فحسب وإنما على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي ، مما يجعل مسؤولية أمن الخليج ودوله مسؤولية مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي ، ونخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية ، نظراً للترابط الاقتصادي والأمني بينها وبين دول مجلس التعاون ، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية الدائم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. إن ما يحدث في منطقتنا من معاناة قاسية للشعوب ، وهدم لمؤسسات الدول وتدمير لكياناتها ، سيكون له تداعيات على المنطقة والمجتمع الدولي ، وما ظاهرة الإرهاب إلا واحدة من هذه التداعيات ، لذا فإن التردد والحذر في التعامل مع الأزمات الإقليمية من شأنه أن يزيد من معاناة الشعوب ومن تدمير الدول ، وإن المواقف الشجاعة هي دائماً التي تحدد مسار التاريخ وتنقذ الأمم. أصحاب السمو والمعالي إن التطورات الأمنية الجديدة في منطقتنا تتطلب صياغة سياسات ومواقف مشتركة تستجيب للتحديات الأمنية في مختلف أنواعها ، يأتي في مقدمة ذلك الرقي بمستوى التنسيق والتعاون بين قطاعات الدفاع بدول المجلس وفي الدول الصديقة التي يهمها أمن الخليج واستقراره ، ويأتي في مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي نأمل أن تأخذ في حساب معادلاتها الأمنية والسياسية التهديدات المتنامية لأمن الخليج ودوله ، بما في ذلك مساعي بعض دول المنطقة لتغيير توازن القوى الإقليمي لصالحها ، وعلى حساب دول المنطقة. يشرفني في الختام أن أنقل لكم تحيات وتمنيات سيدي خادم الحرمين الشريفين في أن يثمر هذا الاجتماع في خلق أطر تعاون مستقبلي تتناسب مع المتغيرات والتحديات التي تمر بها منطقتنا. أرحب بكم مرة أخرى على أرض المملكة العربية السعودية ، متمنياً لاجتماعاتنا النجاح والتوفيق. ثم ألقى معالي وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل كلمة أعرب فيها عن شكره الكبير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على حسن الضيافة. كما عبر عن شكره لأصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون المشاركين في الاجتماع متمنياً أن يخرج الاجتماع بالمزيد من التنسيق والتعاون الدائم بين جميع دول المجلس للعمل بشكل مشترك على حماية الأمن في هذه المنطقة المهمة جدا. وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة تحتاج لاستجابة جماعية لمنع أي تعد أو عدوان إرهابي وتحقيق الاستقرار الدائم. وأشار إلى تطور التعاون المشترك بين الولايات المتحدة ودول المنطقة ، وقال إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بقوة بالتعاون المشترك في مجال الدفاع مع دول الخليج. وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني أكد أن المفاوضات لا تعنى تحت أي ظرف من الظروف مبادلة الأمن الإقليمي بالتفاوض حول البرنامج النووي لإيران . وقال إن التزامنا بأمن واستقرار الخليج لا يتزعزع. مؤكداً أن الولايات المتحدة ستظل دوما تعمل على التأكد من عدم امتلاك إيران للسلاح النووي وأن إيران ستلتزم بأي اتفاقيات مستقبلية بخصوص ذلك. وفي ختام كلمته شدد على أهمية التنسيق القوي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون في مجالات الدفاع المشترك. بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة رحب فيها بالجميع متمنياً للاجتماع التوفيق والنجاح والخروج بالنتائج المرجوة لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية. وأعرب عن شكره وترحيبه بمعالي السيد تشاك هيغل وزير الدفاع الأمريكي والوفد المرافق ، مشيرا إلى أنه مشاركته في هذا الاجتماع ، تؤكد اهتمام الولايات المتحدة بتعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون وبالأخص في المجال العسكري ، في ظل المخاطر والتحديات التي تواجه هذه المنطقة الحيوية من العالم . وقال إن الاجتماع ينعقد في إطار منتدى الحوار الخليجي - الأمريكي و يعبر عن الرغبة المشتركة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي جمعت ، على مدى عقود ، بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية التي تعدها دول المجلس حليفاً استراتيجياً مهماً ، وتضطلع بدور أساسي في حفظ أمن المنطقة واستقرارها. وأشار إلى أن دول مجلس التعاون أدركت أن منطقتها شديدة الأهمية للعالم أجمع بحكم موقعها الجغرافي ومواردها الاقتصادية الكبيرة وثرواتها النفطية، وأن الحفاظ على أمنها واستقرارها هو مصلحة مشتركة لدول العالم كافة، لذلك حرصت دول المجلس على أن تقوم بمسؤولياتها في مواجهة الأزمات والتهديدات التي شهدتها المنطقة ، على مدى الأعوام الماضية وأثبت مجلس التعاون أنه عامل استقرار مهم في المنطقة. وقال معالي الدكتور الزياني لقد أبدى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حرصهم واهتمامهم بالجانب الدفاعي لمسيرة مجلس التعاون ، وكانت توجيهاتهم السديدة داعية إلى تطوير العمل العسكري المشترك في مختلف المجالات والارتقاء به إلى المستوى الذي يعزز بناء منظومة دفاعية قادرة على الدفاع عن دول المجلس وحماية استقلالها وسيادتها والدفاع عن مقدرات ومكتسبات شعوبها وحماية المصالح العالمية في المنطقة . وأضاف، حقق العمل العسكري المشترك بين دول المجلس خطوات مهمة تجسد حرصها وسعيها لتحقيق التكامل الشامل ممثلة في تأسيس قوة درع الجزيرة وإنشاء القيادة العسكرية الموحدة ومركز العمليات البحرية الموحد ومركز العمليات الجوية والدفاع الجوي الموحد، واستمرار التنسيق المشترك في كافة المجالات العسكرية، ومواصلة التدريبات والتمارين المشترك لرفع الجاهزية القتالية، مقدرين الدعم والإسناد الذي تقدمه الولايات المتحدة للقوات المسلحة في دول مجلس التعاون في هذا المجال. وفي نفس الاطار عززت دول مجلس التعاون علاقات العمل الخليجي المشترك في المجالات الدفاعية والأمنية عبر إقرار التشريعات القانونية كاتفاقية الدفاع المشترك واتفاقية مكافحة الإرهاب والاتفاقية الأمنية. وأكد معاليه أن أمن المنطقة واستقرارها يواجه تحديات إقليمية خطيرة فالتوترات والصراعات الدائرة من حولنا تركت تأثيرات بالغة وباتت تهدد أمن المنطقة واستقرارها وسلامتها. وقال معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي « ففي اليمن الشقيق كان لدول مجلس التعاون الدور البارز في تجنيب اليمن الدخول في حرب أهلية مدمرة ، حيث مثلت المبادرة الخليجية حلاً سياسياً فعالاً لانتقال سلمي للسلطة ، وبدء مشروع اصلاحي سياسي واقتصادي شامل حظي بمساندة ودعم من المجتمع الدولي ومجلس الأمن بدءاً من إعادة هيكلة القوات المسلحة وإلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبدء إعداد الدستور تمهيداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. وأضاف، إلا أن اليمن ما يزال في حاجة ماسة إلى الدعم والمساندة إقليمياً ودولياً فهو يواجه تحديات أمنية معقدة ممثلة في تنامي أنشطة تنظيم القاعدة ومجاميع الإرهاب والتطرف والتدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، . مؤكداً أن اليمن في حاجة إلى جهد دولي طويل المدى لدعم برامجه التنموية ومساندة قواته المسلحة وأجهزته الأمنية في عملياته العسكرية لمكافحة الإرهاب ومواجهة المجاميع المسلحة المنتشرة في جنوب اليمن وشماله. وعد معاليه الأوضاع المأساوية في سوريا مصدر تهديد لأمن المنطقة واستقرارها ، مشيرا إلى أن إنقاذ الشعب السوري من محنته ، في الداخل والخارج بات مسؤولية أخلاقية وإنسانية دولية يتحملها المجتمع الدولي ، حيث يتمادى النظام في قتل الشعب السوري واستخدام الأسلحة الفتاكة والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والغازات السامة منتهكاً كل القوانين والمواثيق الدولية ، داعياً إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لإنقاذ سوريا والمنطقة من تداعيات هذه الأزمة وتأثيراتها المحتملة على أمن واستقرار المنطقة والعالم. وبين الزياني أن البرنامج النووي الإيراني يمثل أحد أهم التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون والمنطقة عموماً ويثير قلقاً كبيراً. وقال : لقد رحبت دول المجلس بالاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه بين مجموعة 5+1 وإيران في 24 نوفمبر 2013م، باعتباره خطوة مهمة لوضع حد للتوجه الإيراني نحو الاستخدام العسكري للطاقة النووية، ولذلك فإن من المهم أن تكون القيادة الإيرانية جادة في الوفاء بالتزاماتها الدولية بهذا الخصوص ، بما يعزز ثقة المجتمع الدولي ويبدد القلق بشأن برنامجها النووي. وأضاف أن الأحداث المتسارعة في المنطقة وتداعياتها الخطيرة، والتحولات السياسية الجارية حول دول المجلس ، وتنامي حركات الإرهاب والتطرف تمثل تحديات بالغة الأهمية وتهديداً مباشراً لأمن واستقرار دول مجلس التعاون والمنطقة ، وهي بلاشك محل اهتمام جاد من قبل دول المجلس ، وتتطلب جهداً دولياً لاحتواء تأثيراتها والسيطرة عليها. وأبدى معاليه تطلع دول مجلس التعاون إلى أن يسفر هذا الاجتماع عن تفاهم مشترك لتعزيز وتطوير علاقات التعاون والصداقة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية ، خدمة لأهدافهما المشتركة ومصالحهما المتبادلة. إثر ذلك ألقى معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بدولة الكويت الفريق الركن الشيخ خالد الجراح الصباح كلمة أعرب فيها عن شكره للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعباً على حسن الضيافة وكرم وحفاوة الاستقبال وطيب الإقامة وحسن التنظيم لأعمال هذا الاجتماع مؤكدا أن هذا الاجتماع لوزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي ومعالي وزير الدفاع الأمريكي سيكون مركزاً حول الوضع الأمني للمنطقة ولدول مجلس التعاون. بعد ذلك أعلن عن بدء الجلسة المغلقة تلتها استراحة قصيرة ، ثم عقد أصحاب السمو والمعالي جلستهم الختامية التي جرى خلالها مناقشة الجوانب التي تعزز الثقة والشراكة بين دول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي. وعقب حفل الغداء ودع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أصحاب السمو والمعالي وزراء الدفاع المشاركين في الاجتماع التشاوري الأول لمجلس الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي ومعالي وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل متمنياً لهم عودا حميدا إلى دولهم.